IMLebanon

رسالة إلى المعنيين بحل الأزمة اللبنانية

ثمّة مصادفات في تاريخ لبنان تتعدّى مفهوم الصدفة لكن أشدُّها بلاغة يبقى تلك التي تتجسّد بحالة لبنان اليوم وعلى كافة المستويات السياسية والأمنية والإقتصادية المالية والإجتماعية والحدث القائم حُكْم لبنان بطريقة عشوائية لا تتماشى والقوانين المرعية الإجراء ولا بما يتضمنه ميثاقي جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة. الأوضاع في لبنان لم تَعُدْ تحتمِلْ «الترقيع».
مبادرتكم المشكورة من أجل حل الأزمة هي بشكل خارطة طريق يُبنى عليها… نعم نحن كمغتربين وناشطين في الشأن العام ومن خلال مكاتبنا في كل أنحاء العالم وخصوصاً في البلد الأم نعي خطورة ما يحصل، وإننا على يقين أننا نُدرك أمر العبور السهل بل نحن على يقين أننا سنصل بفعل همّتكم وهمّتنا إلى الوصول الأكيد.

نعم إننا نُدرك ومن خلال تعاطينا المباشر مع أسباب الأزمة اللبنانية أننا سنمشي سوياً الصعاب وجلجلة الأيام القاسية وتحمُّل التهديد والتهويل والتجريح… في لبنان محاولات لتبدُّلْ المواقف والمطلوب وضوح في الرؤية، واقع لبنان محكوم بالحظر الإعلامي والفكري والثقافي والقمع وكمائن الحقد… كل هذا لم نألفه ونقاومه بكل الوسائل المتاحة أملنا أن نُجاهد سوياً بالكلمة والموقف والحق وكلنا أمل أنْ نُنجِزْ سوياً كل الأهداف المرجوّة وأكبرها: إنقاذ الوطن وإستعادة الدولة إلى مركزها بين الأمة العربية والدولية.
بكلمات قليلة ولكنها مفعمة بالحرية والنضال نكتُب لكم جزءاً يسيراً من تطلعاتنا اللبنانية وفي البداية أولاً – نُطالب معكم وبواسطتكم إستعادة السيادة الكاملة على الأراضي اللبنانية بواسطة قوانا اللبنانية الشرعية الذاتية تطبيقاً لقانون الدفاع الوطني. ثانياً – حماية الديمقراطية مع التأكيد على ضرورة صون الحريات العامة والفردية والحد من تدخّل الأجهزة الأمنية في المجالات كافة . ثالثاً – إستكمال المصالحة اللبنانية – اللبنانية واللبنانية – العربية واللبنانية – الدولية وتأمين حرية التحاور مع الكل شرط المحافظة على السيادة الوطنية ومنع أي تدخّل في شؤون لبنان الداخلية. رابعاً – إنتخاب رئيس جديد للجمهورية مقبول من اللبنانيين أولاً ومن المجتمعين العربي والدولي وتشكيل حكومة وفاق وطني مطعّمة بوزراء إختصاص مشهود لهم بالنزاهة والوطنيّة. خامساً – معالجة الأوضاع الإقتصادية – المالية – الإجتماعية بعد تمادي النظام اللبناني بالتهرّب من المسؤوليات الأمر الذي أدّى إلى تفاقم الأزمات وزاد من الهجرة الجارفة التي تسبّبت بإفراغ البلاد من معظم قواها الشّابة والحيّة.
بناءً على ما قدّمته وبصورة مقتضبة أتوّجه نحوكم وأدعوكم إلى حوار عاجل لبحث الأزمات المستفحلة ومنها الأزمة الرئاسية ولبحث السُبُل الآيلة إلى مواجهة الأخطار التي تتهدّد مستقبل وطننا وتثبيت عضويته في جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة… ونفلت نظركم إلى أننا كمواطنين مغتربين ومقيمين نتحمّل كل المسؤولية الصادقة في أي حوار يُعقد من أجل تسهيل حلحلة الأمور العالقة ومنها على سبيل المثال الإستحقاق الرئاسي.
بالنسبة إلينا إنّ الحوار الرصين هو الخيار الأسلم بل السبيل الوحيد لحل كل المشاكل العالقة بما فيها خطورة الإستحقاق الرئاسي، فلا العنف ولا التعنُّت مهما بلغتْ مواصفاتهما يفيدان… بالنسبة إلينا إنّ الحوار يعني قبل كل شيء الإعتراف بضرورة حل كل المعضلات وأحقية مواجهة الأمور العالقة لتمعّن وبرصانة وبدبلوماسية وعدم إحتكار الحقيقة. وما شهدناه في الآونة الأخيرة وتحديداً جلسة 14 حزيران في المجلس اللبناني شابها العديد من الشوائب والنواقص الدستورية والقانونية وهذا أمر مرفوض من قبل كل اللبنانيين وحتى المُضلّلين منهم وبأغلبيتنا نُجتمع على قيام جمهورية ترتكز على الأسُس الديمقراطية الصرفة.
إننا نشدُّ على أيديكم ونُطالبكم مساعدتنا وإعلان أقصى التضامن معنا والتعاون من أجل وطن حر سيد مستقل، وهذه المعادلة في حال تعاونّا سوياً ستفسح في المجال الى تسوية تاريخية تُنتج رئيس للجمهورية ويستقر الوطن.