IMLebanon

القوات ترفض الحوار … “لو كلّفها العزلة والخروج من التحالف الرئاسي” التيار عالق بين بري وجعجع… مُبادرة وسطيّة لفتح المجلس

 

ما لم يقله الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بطريقة مباشرة تم تناقله في الصالونات السياسية والإعلام “جعجع هو العقبة امام الحوار او المعطل الوحيد “، فعلى الرغم من إصرار كل من التقاهم لودريان على عدم تبني نقل المعلومة إلا ان مكتوب لقاء لودريان مع القوات يمكن قراءته بسرعة، فرئيس حزب القوات يسير عكس ما تريد فرنسا وبخلاف الرياح الرئاسية للثنائي الشيعي.

 

ترفض القوات المساومة في ملف الرئاسة وترفض الحوار قبل الإنتخابات كي لا تكرس أعرافا لاحقا وترفض القوات ايضا ان يكون بري رئيسا او راعيا لأي تشاور رئاسي، بمنطق القوات فان الحوار كما هو مطروح يخرق الدستور ويخلق أعرافا لا يمكن الخروج عنها في المستقبل.

 

تتساءل مصادر القوات عن اتهامها بالعقبة إلا إذا كان التمسك بالمبادىء والمفاهيم الدستورية جريمة وتصر القوات بالمقابل على التمسك بمفاهيم الدستور والقانون ولو كان موقفها يضعها خارج اي تحالف رئاسي.

 

موقف معراب جعلها على تماس مع الجميع ولا سيما الثنائي الشيعي فيما تسربت أصداء عدم ارتياح من قبل اللقاء الديمقراطي والتيار الوطني الحر والطرفان في صدد تجهيز مبادرة رئاسية ويشكو الاثنان من السلبية لدى القوات في التعاطي مع مسألة الحوار، فالتيار يعمل على طرح وسطي يجمع بين الحوار وعدم تكريس أعراف من خلال ضمانات معينة اي يعتبر كل من التيار والحزب الإشتراكي ان موقف القوات لا يخدم مصلحة الرئاسة والتوافقات الوطنية وان لا حل إلا بالحوار لفتح أبواب المجلس النيابي.

 

الخلاف بين عين التينة ومعراب أضحى مكشوفا لا بل خرجت الأمور عن السيطرة والسبب المقاربة المتناقضة للإنتخابات الرئاسية ورفض القوات الذهاب الى الحوار قبل الإنتخابات فيما يربط رئيس المجلس بين فتح المجلس والحوار، وللمرة الاولى تتسم الرسائل بين معراب وعين التينة بالحدة فالرئيس نبيه بري سمى رئيس حزب القوات بالإسم واتهمه بالعرقلة ورفض التشاور ليرد جعجع برفض الإملاءات وحديث عن “مرشد أعلى”.

 

لم يعد مخفيا الاختلاف الرئاسي بين بري وجعجع فرئيس القوات اقر مؤخرا بوقوع الخصومة السياسية مع عين التينة بشرط الحوار برئاسة بري لفتح المجلس ولم يعد مخفيا ايضا ان القوات رأس حربة فريق المعارضة في الملف الرئاسي وهذا ما عرض علاقتها مع رئيس المجلس لاهتزازات قوية مؤخرا لا يبدو انها سهلة على المعالجة في ظل الافتراق في الخيارات الكبرى حيث ترفض القوات بشدة الحوار فيما تبدو الأمور أكثر مرونة على جبهة عين التينة والشالوحي.

 

تفاهم عين التينة ومعراب في ما خص الملف الرئاسي بات مستحيلا بعد كل الكلام الذي قيل من الجهتين ومن الواضح ان القوات لن تتراجع وتتمركز في الطرف المعارض لخيارات عين التينة اليوم نتيجة الأحداث والتغيير الكبير في الأشهر الأخيرة الذي أطاح بعلاقتهما المميزة السابقة، فعلى الرغم من الإختلاف السياسي في ما مضى وعدم تصويت نواب الجمهورية القوية لرئيس مجلس النواب نبيه بري في الدورات الإنتخابية فإن عين التينة لم تغلق أبوابها ابدا في وجه معراب وبقي رئيس القوات مصرا على وصف الرئيس بري “بالصديق العزيز” .

 

المشكلة بالأساس “رئاسية ” حيال مفهوم الجلسات الإنتخابية ومعادلة ” من يسبق اولا الحوار ام جلسة الإنتخاب بلا حوار ، فمن وجهة نظر عين التينة “الرئاسة” لا يحركها إلا طاولة حوار ويتطلع رئيس المجلس الى تطبيق الآليات الدستورية ، بالمقابل تتهم القوات رئيس المجلس بتعطيل التشريع بالدعوة الى الحوار والجلسة الواحدة بدورات متتالية تنتهي بالتأجيل وتعذر انتخاب رئيس جمهورية.

 

مؤشرات التباعد صارت عديدة فرئيس المجلس وجه اتهاما صريحا لحزب القوات بالسعي الى الفيدرالية وإجهاض الحوار الأمر الذي دفع جعجع الى الرد من دون ضوابط سياسية فما يحصل بين عين التينة ومعراب اليوم أكثر من مجرد تباين ظرفي وتسجيل نقاط لأنه تخطى السقوف المقبولة في التخاطب السياسي.