IMLebanon

عقدة رئاسية صعبة

لا أحد يدري أين هو المخرج للبنان من هذه الأزمات.

الا ان الذي يدريه العارفون بالاسرار، والمركون لواقع الامور، يتمحور حول عدم نضوج مناخ التفاهم بين الافرقاء.

والطابع المميز للمواقف جميعاً، هو غياب التعقل، واندحار العقل امام ارادة التوافق، والاصرار على الاتفاق، تجنبا للانفجار.

كان دعاة التهدئة، ينصحون الافرقاء، بعدم الانسياق وراء جنوح ٨ و١٤ آذار وراء المواقف المغايرة للتعقل، والمجافية للتفاهم بين اللبنانيين.

وبعد ذلك يتساءل العقلاء عن مبررات هذا الانحدار المريب في التعابير والاساليب المنافية للرغبات الداعية الى كبح جماح التطرف.

اللبنانيون ضاقوا ذرعاً بالمناكفات وينشدون المصالحات، خصوصاً في زمان الحوار.

ماذا ينفع التفاهم على استمرار الحوار، والامعان في الوقت نفسه على اذكاء الاحقاد؟

ولو يكف اصحاب التصريحات عن شحذ الهمم، وتغذية الخلافات ووأد التباينات، لكان لبنان بألف خير.

***

اعتقد اللبنانيون ان الحكومة ذاهبة الى الانهيار.

اجتمعت الحكومة وأدلى كل وزير بمواقفه بروية وهدوء.

لا احد بين القوى استقال.

ولا احد اعتكف.

ولا احد خرج من الجلسة غاضبا.

كل وزير ادلى برأيه.

وعبّر عما يجول في فكره.

وحذر من الانهيارات.

ودعا الى معالجات رصينة.

وحث على التفاهم لا على الفراق.

والبلد اليوم من دون رئيس جمهورية.

والقصة، ليست قصة تراكمية.

وليست قصة ٨ آذار، وقصة مرشح لا تقبل بسواه.

وليست قصة ١٤ آذار، وهي ماضية بحوارها مع ٨ آذار، على الرغم من صخب النقاش.

القصة، ان هناك من يهرب من الحوار الى الجدل.

ولا يفتش عن كلمة تطفئ النار، بل يبادر الى كلمات تشعل النيران.

اجتمع نواب ١٤ آذار في بكركي، وتوافقوا على جعل نصاب جلسات انتخاب رئيس الجمهورية في الجلسة الثانية نصف عدد اعضاء المجلس زائد نائباً.

والرئيس بري لم يحدد بعد موعدا لاستقبال وفد منهم، لكنه بادر الى رفض الافكار التي يحملونها، متمسكاً بقرار مكتب المجلس، باعتماد الثلثين في الجلسات.

والسؤال: ماذا يريد النواب، لانتخاب رئيس للجمهورية.

***

هناك أزمة في البلد.

وهذا يستدعي التفكير العميق، في مخرج يقود الى حلّ، ويسفر عن وجود رئيس للجمهورية.

أما رفض هذا المرشح، لأن شعره خفيف أو كثيف، فهذا يعني ان لا رئيس للبلاد في المستقبل القريب أو البعيد.

لا ٨ آذار وحدها تصنع رئيساً.

ولا ١٤ آذار تختار وحدها الرئيس.

ولا المستقلون أيضاً.

فكّروا جميعاً في مخرج، أو قدّموا اقتراحاً يشكّل حلاً للأزمة الرئاسية.