Site icon IMLebanon

هل انطلق قطار الحسم الرئاسي؟ 

 

 

دخل لبنان في مرحلة بداية حسم الخيار الرئاسي من خلال الجهد الدولي والإقليمي، في ظل معلومات عن تطورات حاسمة ستشهدها الساحة اللبنانية خلال الأيام المقبلة، وتحديداً مع وصول الموفد القطري صباح اليوم إلى بيروت، مما يدلّ على أن هناك أكثر من خط مفتوح على صعيد الاستحقاق الرئاسي.

 

وتشير المعلومات، إلى أن الموفد القطري لم يأتِ إلى العاصمة اللبنانية من أجل «دوحة» جديدة، أو أي مسألة تتصل بصيغة للحل، وإنما ضمن المبادئ التي تم التوافق عليها في باريس بين الدول الخمس، والتي شاركت فيها قطر مع أجواء ومؤشرات حول تحريك الخيار الثالث، والذي يُبحث به على خط موازٍ، مع استمرار حظوظ رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية قائمة، بدليل أنه لم يتم رفضه نهائياً، وتحديداً من الفرنسيين أو حتى الدول الأخرى المشاركة، على اعتبار أن الضمانات التي قدّمها فرنجية خلال لقائه مع مستشار الرئيس الفرنسي السفير باتريك دوريل، ستعرض على المعنيين بالملف اللبناني، وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية، التي سبق وأن رفضت وصول فرنجية، عندما تم طرحه خلال لقاء الوفدين الفرنسي والسعودي في باريس منذ أكثر من أسبوع.

 

لذا، يطرح السؤال: هل سيجري البحث في هذه الضمانات وتكون منطلقاً لتسوية شاملة؟ أي انتخاب الرئيس والتوافق على رئيس حكومة وعلى الوزراء الأساسيين للخارجية والداخلية والدفاع والطاقة والمال، وصولاً إلى الإصلاحات، أم أن الرفض من هذه الدول سيواجه به الفرنسيون مرة جديدة؟

 

وعلى هذه الخلفية والمعطيات المتوافرة، فإن الموفد القطري سيناقش مع الأطراف اللبنانية هذه المسائل أو العناوين، وسيقف أيضاً على ما لديهم وما يجري داخلياً، إذ للدوحة القدرة على الالتقاء مع معظم الأطراف، بما فيهم القوى التي تشكل خلافاً مع معظم الدول المشاركة في لقاء باريس الخماسي.

 

لذلك، فإن المعلومات تشير الى انه بعد زيارة فرنجية إلى العاصمة الفرنسية، وقبلها زيار رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط، وربما لاحقاً، هناك زيارات متوقعة لمرجعيات سياسية، قد تكون هذه المرة مسيحية، ربما من «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر»، على اعتبارهما من الذي يشكلون التمثيل الأوسع للمسيحيين، ولكن في ظل الخلافات والتباينات بين «القوات» و»التيار»، أو عدم توافق القوى المسيحية السياسية والحزبية على مرشح إجماع إلى الآن، فالأمور يبقى حلها ضمن التسوية التي بدأت تسلك طريقها، وإن كانت غير معبّدة إلى الآن بفعل اعتبارات داخلية وخارجية. ولكن كما ينقل عن أوساط مقرّبة من جنبلاط، فإن التقارب السعودي ـ الإيراني قد يشكل منطلقاً رئيسياً للوصول إلى النتائج المتوخاة لحل بعض العوائق والعراقيل التي تحول دون انتخاب رئيس، وهذا ما قاله للفرنسيين خلال لقائه بهم الأسبوع المنصرم.

 

وأخيراً، فإن بعض المحطات التي يعوّل عليها داخلياً وخارجياً، من شأنها أن ترسم مسار الإستحقاق الرئاسي، إذ ثمة معلومات عن لقاء سيجمع جنبلاط بالرئيس نبيه بري على ضوء زيارة جنبلاط إلى باريس، ومن ثم ما ستشهده العاصمة الفرنسية من لقاءات مع شخصيات لبنانية، أو لقاء خماسي جديد قد يكون الأبرز بعد هذه التطورات الأخيرة، وصولاً إلى عملية التقارب بين طهران والرياض في ظل خطوات جديدة مرتقبة، سيكون لها انعكاساتها في المنطقة وعلى الساحة المحلية، إضافة إلى ما سيكون عليه الوضع في الداخل بعد الاشتباكات السياسية والجلسة المرتقبة لمجلس الوزراء، إلى لقاء حريصا، ورفض المواقف السياسية، مما قد يعطي صورة متكاملة للمشهد الرئاسي، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه. إنما الأساس، وفق الجهات المتابعة لهذا الحراك، ينطلق من الخارج وما سيكون عليه موقف الدول الخمس، على الرغم من التباينات بين أطرافها.