IMLebanon

القوى المسيحيّة المفتاح الأساسي للرئيس المقبل… وتشدّد مُضاعف لـ«الثنائي» لفرنجية باسيل أنجز تكتيكاً…

«القوات» على ثوابتها… وتيمور في «الاختبار الرئاسي»

 

لم يشكل الاجتماع الخماسي في الدوحة رافعة للمبادرة الفرنسية او للحوار، الذي يسعى إليه الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، ولا يبدو ان فرنسا تملك مع الدول المشاركة تصورا جديدا لمعالجة الأزمة الرئاسية. ومع ذلك فان الاجتماع الخماسي، بعكس ما يروج له فريق المعارضة، لم يسقط ورقة ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، بالعكس فان الرهان بدأ يتجه الى التحولات في الموقف الداخلي، لإحداث فرق وتبدل في مواقف القوى اللبنانية من الاستحقاق، لتحقيق خرق في الأفق الرئاســي المســدود.

 

المعلومات المستقاة من أجواء «الثنائي الشيعي» تتحدث عن» تشدد مضاعف» في مسألة ترشيح فرنجية، والسؤال أين سيحدث الخرق؟ ومن هي القوى التي ستقدم التراجعات وتقلب المقاييس الداخلية؟ مع العلم ان عودة التواصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر بعد انقطاع، تخلله توتر بالعلاقة، وذهاب تكتل «لبنان القوي» لانتخاب جهاد أزعور، شكل بحد ذاته مفارقة توقف عنده المتابعون ، فباعتقاد كثيرين ان من مصلحة رئيس التيار الوطني الحر مع ترنح المبادرة الفرنسية ، وما يحكى عن ارتفاع حظوظ قائد الجيش جوزف عون، التراجع في موقفه المتصلب من ترشيح فرنجية ازاء ارتفاع رصيد عون، لقطع الطريق امام وصوله الى بعبدا، خصوصا ان ممانعة باسيل لقائد الجيش ثابتة بعكس معارضة فرنجية المتحركة . وما يعزز هذه النظرية عودة التواصل بين التيار وحزب الله، الذي يتناول النقاش في كل الخلافات ومنها الملف الرئاسي.

 

ومع تأكيد مصادر مطلعة انه لم يصدر أي تبدل مهم بعد في موقف باسيل حيال ترشيح فرنجية، او إشارات إيجابية من الحوار الجاري بين حزب الله والتيار، فالأمور لا تزال في إطار تبادل الآراء والمواقف، ومناقشة نتائج ومكاسب الطرفين من جلسة 14 حزيران، مع تسجيل مفارقة واحدة تتعلق بانسحاب التيار الوشيك من معركة أزعور.

 

ويتحدث المقربون من التيار ان البحث يتوسع في الخيارات الرئاسية، ومع ذلك فان الاعتقاد السائد لدى كثيرين، ان التيار لا يمكن ان يقدم على خطوة مباغتة للســير بترشيــح فرنجــية، خصوصا ان تداعيات وصول فرنجية الى الرئاسة مكلفة على شعبية التيار، تماما مثل ترشيح قائد الجيش جوزف عون المرفوض جملة وتفصيلا عند الفريق المقرب من باسيل.

 

الحزب «التقدمي الاشتراكي» هو أحد الأطراف المؤثرة في مجرى الاستحقاق الرئاسي ، وفي حين يعول كثيرون على انقلاب كبير يمكن ان يحدثه النائب تيمور جنبلاط، في ظل المعلومات التي تتناقلها مصادر سياسية عن تدخل روسي لتسويق ترشيح فرنجية والتواصل مع المختارة، يجزم آخرون استحالة قبول رئيس «الاشتراكي» هذا العرض او ما يشابهه، خصوصا ان انطلاقة تيــمور موضوع متابعة محلية وخارجية وتحت الاختبار، وهناك حالة ترقب لسياسته التي لن تكون بتقدير المصادر مطـابقة لوالده ولـيد جنبــلاط.

 

ومع أرجحية الا يؤدي التقارب بين حزب الله والتيار الى قبول باسيل ترشيح فرنجية وغموض الموقف «الاشتراكي»، فان استدارة رئيس حزب «القوات» وانتقاله من خانة الرفض المطلق لانتخاب رئيس من محور الممانعة، كما يقول سمير جعجع أمر مستحيل ان يقع، لانه مصر على ثوابت الرفض المبنية على الاختلاف في المقاربات السياسية أولا، ولأن «القوات» ستضع نفسها في مواجهة الماكينة الحزبية لأخصامها على الساحة المسيحية، وتدفع «القوات» التي نالت الرقم الأعلى من تأييد الشارع المسيحي في الانتخابات النيابية، من رصيدها القوي لدى الرأي العام المسيحي.

 

من هذا المنطلق، تؤكد مصادر سياسية ان التعويل على تبدل داخلي مرتبط بتسوية دولية لدى القوتين المسيحيتين أمر معقد، لأن التيار كما «القوات» سيدفعان من رصيدهما الشعبي ويتم تحميلهما مسؤولية هدر الوقت في الاستحقاق الرئاسي، مقابل تراجعهما بعد حين عن مبادئهما، وهذا لن يحصل.