صحيح ان الحوار والتفاوض بين حزب الله و”التيار الوطني الحر” قطع شوطا كبيرا ببحث طرحي اللامركزية الادارية والمالية الموسعة كما الصندوق الائتماني، على حد قول مصادر مطلعة اكدت ايضا انه لم يبق الا 20% من المواد لدراستها والاتفاق عليها… الا أن ذلك لا يلغي اعتبار طرفي هذا الحوار انه آن اوان لعب ما تبقى من اوراق قوة وضغط بين ايديهم لجر كل منهما الطرف الآخر لاتفاق وفق شروطه هو وتفادي تقديم اي تنازلات اضافية “من كيسه”.
وقد شهد هذا الاسبوع اكثر من تطور في هذا السياق، ما أظهر بوضوح انه وبعكس ما يبدو لجهة ان الستاتيكو الرئاسي قائم بانتظار ما سيحمله المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان، فان القوى الداخلية تستعد لكل السيناريوهات سواء تلك التي قد تخدم مصالحها او تأتي عكس ارادتها.
فعلى خط حزب الله، لا شك ان الزيارة التي قام بها رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد لقائد الجيش العماد جوزيف عون ليست عابرة على الاطلاق رئاسيا. فرغم محاولة البعض وضعها في اطار التنسيق الدائم بين الحزب والقيادة، الا ان رعد ليس رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا الذي اعتاد التنسيق الدائم مع عون… فهو رئيس كتلة الحزب النيابية ما يعطي الزيارة طابعا سياسيا يتكتم الطرفان كليا عن الكشف عما تخللته. ويعتبر مصدر سياسي واسع الاطلاع ان “الزيارة بالشكل والمضمون تندرج في مسار الاستحقاق الرئاسي، وتأتي لا شك للضغط على باسيل ليخطو خطوات متقدمة في اتجاه تبني ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لافتا في تصريح لـ “الديار” الى ان “الحزب يدرك تماما حساسية باسيل تجاه جوزيف عون، لذلك بدأ مؤخرا الترويج عبر قريبين منه ان المسار الذي يسلكه باسيل قد يعزز حظوظ عون، وهي ورقة ضغط اساسية تلعبها حارة حريك بالتنسيق مع عين التينة لحث رئيس “الوطني الحر” على التجارب مع خيارهما الرئاسي، لاقتناعهما الراسخ ان باسيل يفضل الف مرة فرنجية على جوزيف عون”. ويضيف المصدر: “كذلك يحاول الحزب عبر طرق شتى افهام باسيل ان حظوظ عون هي الاعلى في اي تسوية اقليمية- دولية قد تكون آتية، لذلك من الانسب له ان يحسم خياراته هذا الشهر باعتباره مفصليا في الملف الرئاسي”.
بالمقابل، يلعب رئيس “الوطني الحر” من جهته على اكثر من حبل. وهو تقصد ان يجلس ممثلون عنه مع قوى المعارضة هذا الاسبوع وان يصل الخبر الى حزب الله. وتقول مصادر مطلعة ان “باسيل ابلغ الحزب بطريقة او بأخرى انه ماض في ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور في حال لم يسر الحزب بالمقايضة التي طرحها (سليمان مقابل اللامركزية المالية الموسعة والصندوق الائتماني)” لافتة في تصريح لـ “الديار” الى ان “الحزب التقدمي الاشتراكي” ايضا كان واضحا ايضا بسيره بأزعور ما دام لا تسوية في الافق. اي ان التيار والاشتراكي ماضيان بأزعور كورقة تعطيلية لوصول فرنجية اكثر منها ورقة رئاسية جدية يسعيان مع باقي اطراف المعارضة الى تأمين مزيد من الاصوات لضمان وصولها الى بعبدا رغم ارادة “الثنائي الشيعي”.
وبحسب معلومات “الديار” فان “الثنائي” يركز على رفع الاصوات التي ممكن ان ينالها فرنجية لتصل الى 65، بعدما بات على يقين ان نصاب الـ 86 مؤمن وان لا قدرة للمعارضة على تعطيله بعدما تبين ان نواب المواجهة، اي القوات والكتائب وبعض المستقلين، لا يتجاوز عددهم الفعلي الـ 43 نائبًا. أضف ان التلويح الجدي بالعقوبات الدولية سيجعل حتى هؤلاء النواب يحسبون الف حساب قبل لجوئهم الى ورقة تعطيل النصاب في اي مرحلة من المراحل.