علم من مصادر مواكبة ومتابعة لزيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، إلى بيروت بأنها في غاية الأهمية، وبالتالي لا تنحصر في موضوع الإستحقاق الرئاسي، حيث سبق له أن زار لبنان أكثر من مرة ولم يتمكن من إنجاز إنتخاب رئيس للجمهورية في ظل التعقيدات الكثيرة، ويشير تقاطع المعلومات الديبلوماسية داخلياً ودولياً إلى أن لودريان لم يأتِ إلى بيروت فقط للإستحقاق الرئاسي، بل أنه مكلّف من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أجل وضع المسؤولين اللبنانيين في خطورة الوضع في المنطقة، وعدم زجّ بلدهم في حرب قد تكون كلفتها كبيرة عليهم، فهذا الشقّ الأساسي للزيارة وسيحذّرهم من مغبة أي حرب قد تندلع، لأن العدو الإسرائيلي ومن خلال تقاطع المعلومات قد يقوم بشنّ حرب على لبنان أخطر بكثير من حرب تموز ٢٠٠٦.
أما حول الإستحقاق الرئاسي، فإن لودريان سيعود لبحث هذا الموضوع بعدما حركته قطر مع أكثر من جهة دولية وعربية وإقليمية، ولكن حتى الآن ثمة صعوبة باعتبار أن توافق المسؤولين اللبنانيين على رئيس ما زال يواجه عقبات وصعوبات كثيرة في ظل عملية الإصطفاف الداخلي، وعليه فإن ما بعد حرب غزة وإشتعال الجنوب ليس كما قبله على صعيد الداخل، إن كان في موضوع التحالفات السياسية والإنتخابية وسواها، ناهيك إلى موضوع الرئاسي بأن الرئيس بعد هذه الحرب أيضاً ليس كما قبلها، في ظل تشدد حزب الله على رئيس يحفظ ظهر المقاومة، ولهذه الغاية، فإن مهمة لودريان قد لا تأتي بأي إيجابيات على صعيد الإستحقاق الرئاسي، إلّا إذا كان هناك تنسيق مع سائر الدول لفرض مرشح رئاسي، لإخراج لبنان من هذه الدوامة، لا سيما أن البلد بحاجة إلى أن يكون لديه رئيس في المرحلة الراهنة، نظراً للأوضاع اللبنانية الصعبة على كافة المستويات.