قال، أمس، الديبلوماسي الأوروبي الغربي، صديق لبنان، خلال الاتصال شبه الاسبوعي بيننا: يا صديقي ينطبق عليكم المثل السائر في بلدي (تعريبه: البحث عن الظهيرة عند الساعة الثانية) وبالتالي فإنكم لن تجدوها. وانتم تبحثون عن الحلول في الزمان والمكان الخاطِئين. تبحثون عنها حيثما كان إلّا أن تبحثوا حيث يجب ان يكون البحث. ألم يُدرك، بعد، اهل السياسة عندكم ان البحث يجب ان يبدأ وينتهي عند انتخاب رئيس لجمهوريتكم التي تُحتَضر؟ لقد حانَ لهم ان يعرفوا، وان يترجموا معرفتهم، أن لا حلول الّا بعد انتخاب رئيس للجمهورية.
واستدرك قائلاً: أرجو ألّا يُفهم من كلامي هذا على أنّه دعوة لترك مركز قيادة الجيش شاغراً، ولا للتقليل من أهمية هذا الموقع البارز، فقط انا ادعو الى اختصار طريق المعاناة بذهاب «نوابكم الأشاوس» الى البرلمان وانتخاب «رأس لجسم السلطة اللبنانية مقطوعة الرأس»… وليؤذن لي أن أذهب الى حد الزعم أننا، نحن الأوروبيين، قد أسأنا التعامل مع الشغور الرئاسي في لبنان، بل أن أذهب أبعد فأدّعي أن الدور الفرنسي، الذي يسميه مسيو ايمانويل بِـ «المَهمة»، قد أسهم في طول الشغور بسبب انطلاقته الخاطئة، والانعطافة الخاطئة، والاستمرار في الخطأ، كما حدث بالنسبة الى حرب غزة، فاندفاعته «الهوجاء» كانت خطأً ديبلوماسياً واستراتيجياً فاقعاً ، وانعطافته المستحدَثة هي أيضا خطأٌ فادح، لأنه افتقد الصدقية فلم يعد مقبولا من الدولة العبرية كما كان مرفوضا من الدول العربية، وفي الحالَين اعتُبِر انتهازياً.
ومضى الديبلوماسي الأوروبي الغربي، صديق لبنان ومُحِبّه حتى العشق يقول: يجب، بالضرورة، ان يدرك اللبنانيون جميعُهم أنّه لو كان عندكم رئيس في قصر بعبدا لما كان ضغط التطورات والحرب على غزة قد بلغ هذا الثقل المادي والمعنوي على وطنكم كله. انا لست من السذاجة لأقصد في كلامي انه لو كان عندكم رئيس للجمهورية لكان قادرا على منع فتح جبهة الجنوب. لا، ليس هذا قصدي، انما لكان وفّر مظلّةً معنوية، على الأقل، تبث بعضاً من الطمأنينة في النفوس.
وفي مسار الحديث سألته: كيف تأذن لنفسك، من موقعك الرسمي، أن تنتقد الرئيس ماكرون (…)؟ فأجاب: في اي حال رأيي معروف، وأنت تعرف بأنه ليس مستجَدّاً.