الى أي مدى يمكن أن تمضي «الخماسية» نحو التوصل الى انتخاب رئيس الجمهورية اللبناني؟ وهل صحيح أن أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله أعطى الضوء الأخضر للدول الخمس لتمضي قدماً في مسعاها لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في وقت قد لا يتجاوز شهر شباط المقبل، وفي أقصى تقدير منتصف شهر آذار على أبواب فصل الربيع؟ وهل صحيح أن ثمة اقتناعاً أضحى راسخاً لدى واشنطن والرياض وباريس والدوحة والقاهرة بحتمية الفصل بين الرئاسة في لبنان وتداعيات الحرب الوحشية على غزة؟ وهل يمكن الجزم بأن حزب الله لا يصرفه خوض «حرب الإشغال والمساندة» عن المسألة الرئاسية وهي التي تستأثر بقسط كبير من اهتماماته؟(…).
هذه الأسئلة والكثير سواها، ممّا لا تتسع له هذه العجالة، كانت مطروحة للتداول في فريق عمل أحد المرشحين الرئاسيين البارزين وبحضوره، وهو الذي عاد من جولة شاملة، قام بها بعيداً عن الأنظار والأضواء، وشملت واشنطن وباريس واثنتين من الدول العربية الثلاث ذات العضوية في «الخماسية». واللافت أن الرجل عرّج في جولته كذلك على بلد عربي ذي فاعلية مشهود له بها، ونشاط بعيد عن الدويّ والبهرجة، وعلى علاقات مع ايران توصف بأنها «مبنية على المودة والاحترام المتبادلَين». وأطلَع هذا المرشح فريق عمله على بعض النقط والانطباعات والخلاصات والاستنتاجات من رحلته الموسّعة ولربما أجاب، بصورة غير مباشرة عن أسئلةٍ من تلك الواردة أعلاه. هنا بعض من أقواله:
– «الخماسية»، بدولها كافة، لا تؤيد وصول أحد أبرز المرشحين.
– ليس ثمة إجماع خماسي على دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، ولكن بالتأكيد ليس عليه «فيتو» من أي عاصمة من الخمس.
– إيران تؤكد على المؤكَّد وهو أن القرار الرئاسي اللبناني هو في يد سماحة السيد حسن نصرالله، وهي تستعجل إتمام الاستحقاق الرئاسي.
– ليس صحيحاً أن حزب الله يربط إجراء الانتخابات الرئاسية بانتهاء الحرب على غزة.
– العواصم الخمس تلقت بسلبية موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال الذي يربط وقف إطلاق النار على جبهة الجنوب بوقفه في غزة. وفي هذه النقطة قال المرشح: أبلغ اليّ مسؤولون في عاصمتين على الأقل أنهم اتصلوا بدوائر السراي الكبير معربين عن «شديد استغرابهم»(الخ …).
وبعد، ومع احترامنا للمرشح المشار إليه في ما تقدم، نقول: هذا كله لا ينتج رئيساً. يصبح عندنا نزيلٌ في قصر بعبدا عندما تتقاطع عليه واشنطن وطهران.