Site icon IMLebanon

الرهانات الخاطئة

 

 

تراوح التوقعات حول إجراء الانتخابات الرئاسية بين التشاؤم الكبير والتفاؤل النسبي. أمّا المتشائمون فلديهم اقتناع مزدوَج: من جهة يستبعدون أن تنتهي العمليات الحربية بصورة حاسمة في الصيف الآتي، وبالتالي فإن حزب الله لن يكون متفرّغاً لأي أمر آخر غير شأن المواجهة على جبهة لبنان الجنوبية التي من غير المستبعد ألّا تتطور وتتوسع. وبالتالي فإن الاستحقاق الرئاسي يراوح مكانه. ومن جهة موازية لا يرى المتشائمون أن ثمة تبدّلاً في «معادلة الأقلّيتين» في مجلس النواب، إلّا إذا مورست ضغوط خارجية من غير طرف على الأفرقاء اللبنانيين، وهو أمر وارد ولكنه ليس قريباً، وبالتالي فلا انتخابات رئاسية في الأشهر القليلة المقبلة.

 

أما على صعيد «المتفائلين بحذَر»، فيرون أن ثمة عنصراً لافتاً قد يدفع دولاً ذات فاعلية تدعم قائد الجيش العماد جوزاف عون، أو على الأقل تحبّذ حلوله في قصر بعبدا، لأن تتصرّف بسرعة لتحقيق انتخابه رئيساً، إذ إن الوقت داهم، ومن الصعوبة بمكان إن لم يكن من الاستحالة التمديد له في القيادة مرة ثانية، فالتمديد الأول (المستمر مفعوله وأمده) مرّ بشق النفس…

 

وثمة من يرى أن البعض يستعجل الانتخابات الرئاسية خوفاً من أن يفوز دونالد ترامب في السباق الرئاسي الأميركي، وهو الأكثر التزاماً بإسرائيل، والأشد عداء لإيران، وعلى علاقات ممتازة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان… وتلك مؤشرات ثلاثة واضحة الأبعاد.

 

يحدث هذا في وقت تستعر الحرب العدوانية على غزة بجنوح صهيوني وحشي نحو الولوغ في دماء الغزاويين الأبرياء وتحويل قطاع غزة (أو ما تبقى منه) الى أرض محروقة بالكامل…

 

وما بين حرب غزة، والتصعيد الملتهب  باضطراد في الجنوب، يحذّر مصدر أوروبي غربي ممّا يسمّيه «الشطح في التقدير»، ليوضح الآتي: ثمة ثلاثة رهانات خاطئة في لبنان على ثلاثة احتمالات وثلاث أمنيات ليست واردة، وهي:

 

أوّلاً – الرهان على انتهاء حركة حماس واجتثاثها من جذورها. وهذا أشبه بحلم غير قابل للحصول على أرض الواقع. فالحركة منبثقة من الشعب الفلسطيني ومتجذرة فيه. وأياً كان اتجاه هبوب رياح الحرب، فحماس باقية. ولنأخذ العبرة من منظمة التحرير الفلسطينية وما عانته ابتداءً من العام 1982. وبقيت(…).

 

الثاني – أن تنتهي «حرب الإسناد والمشاغلة» في الجنوب بـ «فرط» حزب الله. وهذا أيضاً ليس في الوارد، لاسيما وأن دواعي بقاء الحزب أكثر من دواعي بقاء حماس. مع استدراك أن أصحاب هذا الرهان يخطئون أكثر إذا توهموا أن الاحتلال يمكنه أن يربح حرباً على لبنان.

 

الرهان الثالث الخاطئ – ربط نتائج حرب الإبادة على غزة بالاستحقاق الرئاسي اللبناني… وبالتالي فهم يخطئون في أي جهة كانوا…