IMLebanon

ماذا ينتظرون أكثر لينتخبوا رئيساً؟!.

 

وهل ثمة أكثر ممّا نعانيه من أزمات وكوارث وحروب وانهيارات في المرافق كلها، في الاقتصاد والمال والسياحة والتربية والبنى التحتية والفوضى العارمة والأمن الفالت والنزوح والهجرة والتهجير وانحدار لبنان الى درجات التصنيف في أدناها الخ…

 

إن أيّاً من تلك، وسواها الكثير ما لا تتسع له هذه العجالة، يكفي ليهرول النواب الى القاعة العامّة ولا يغادرها أي نائبٍ قبل أن يطلعوا على اللبنانيين والعالم كله باسم الذي سيحل ستّ سنوات في قصر بعبدا، فكيف بها (تلك السلبيات والمشاكل والكوارث) وقد اجتمعت كلها في وقت واحد؟

 

والأخطر أنْ دهمتنا الحرب الضارية الوحشية التي يشنها العدو على هذا الوطن المنكوب خارج قوانين الصراعات والحروب، في همجية تكاد أن تكون غير مسبوقة!

 

كتبنا، أمس، عن الإيجابية التي تلمسناها من بيان الثلاثي المسلم (السني نجيب ميقاتي والشيعي نبيه بري والدرزي وليد جنبلاط)، واستدركنا بأن وصفناها بِـ «المنتَقَصَة» لغياب الطيف المسيحي عنها، ونتمنى أن يكون غياباً غيرَ مقصود، واليوم ندعو القيادات المسيحية، وفي طليعتها جبران باسيل وسمير جعجع وسامي الجميل وأيضاً المرشح الرئاسي سليمان فرنجية وغيره من النواب المرشحين وآخرون أيضاً، الى أن يتلقفوا ما ورد في ذلك البيان الذي تلاه رئيس حكومة تصريف الأعمال بحضور رئيس مجلس النواب والزعيم الدرزي، ويتوجهوا مع سائر نواب المعارضة، بل وجميع النواب، الى ساحة النجمة ويلاقيهم نواب أمل وحزب الله، ويستهلوا اجتماعهم بالنشيد الوطني اللبناني، كما كان يفعل أسلافهم في الملمّات، لتدور عليهم صندوقة الاقتراع فيدلوا بأصواتهم، وليفزْ مَن يفوز ليلتف حوله الجميع، متناسين أحقادهم ومصالحهم الخاصة، وارتباطاتهم الخارجية، ولو لمرة واحدة، ثم تُجرى الاستشارات النيابية في اليوم التالي إن لم يكن فوراً بُعَيد الانتخاب الرئاسي، ويتم التكليف في رئاسة الحكومة، لتأليف حكومة إنقاذ وطني بالحقيقة والفعل، وليس فقط بالقول على عادتنا.

 

صحيح أن رئيس الجمهورية لا يستطيع أن «يشيل الزير من البير» لوحده، وسيفشل حتماً ويفشل معه لبنان إذا أعلن فريق كبير وفاعل الجهاد عليه… ولكنه بالتأكيد ينجح وينجح معه لبنان إذا التفّ القوم حوله.

 

إن أي تلكؤ نيابي في انتخاب الرئيس ليس فقط أنه لم يعد مقبولاً، إذ هو كذلك جريمة موصوفة في حق لبنان واللبنانيين. وسيسجل التاريخ أسماء المسؤولين عنه في سجل العار والخيانة.