IMLebanon

أميركا تُريد رئيساً للتفاوض معه

 

 

بدأت الولايات المتحدة الأميركية بتسريب معلومات من خلال إعلامها بخصوص نيتها تفعيل ملف الرئاسة اللبنانية، والإيحاء بأنها تعتبر ضعف حزب الله اليوم بعد اغتيال قادته ، فرصة لإيصال رئيس لا يكون موالياً للحزب، وهو ما استدعى موقفاً لبنانياً يتعلق بالرئاسة في ظل الحرب.

 

بحسب مصادر لبنانية مقربة من المقاومة، فإن الفرنسيين والأميركيين نقلوا رسالة تقول بأن على لبنان انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب للغاية ، لأن التفاوض لن يكون مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري على اعتباره طرفاً أساسياً شريكاً كاملاً لحزب الله والمقاومة، وحركته تقاوم على الحدود والجنوب. وبالتالي لا يمكن التفاوض معه، مشيرة الى أن بعض المعلومات تحدثت أيضاً عن احتمال إزاحة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين عن ملف التفاوض، خصوصاً اذا وصلت إدارة جمهورية الى البيت الأبيض في الانتخابات الأميركية الرئاسية.

 

إنطلاقاً من هذا الواقع، تدفع الإدارة الأميركية باتّجاه انتخاب رئيس للجمهورية، يتولى ملف التفاوض والمشاركة في اللقاءات التي ستُعقد لهذه الغاية، والتي قد تكون خارج لبنان، لذلك كان لا بد بحسب المصادر للقوى السياسية اللبنانية أن تتحرك، لمحاولة التضييق على هذا الخيار والتوجه نحو انتخاب رئيس يأتي بأوسع توافق ممكن.

 

اليوم الخيارات الرئاسية هي التالية بعيداً عن الأسماء وخصوصاً إسم قائد الجيش جوزاف عون، الذي بات مدعوماً بشكل شبه علنيّ من قبل الأميركيين والفرنسيين:

 

– الخيارالأول: الوصول الى شبه توافق لبناني كامل بين القوى السياسية على إسم الرئيس فيتم انتخابه مباشرة، وهنا يستوجب النظر الى مواقف قوى المعارضة وخصوصاً «القوات اللبنانية»التي يبدو حتى الساعة، لا تزال تتريث بانتظار انكشاف نتائج الحرب بشكل أكبر، فـ «القوات»بحسب المصادر تعول على هزيمة كاملة لحزب الله، تجعله غير قادر على المشاركة حتى بانتخاب الرئيس، وعندها يكون توجه «القوات»نحو الرئيس الذي سيعمل على ترتيب أوضاع الجنوب بمعزل عن الحزب.

 

– الخيار الثاني: استمرار تعنت قوى المعارضة وقيام تحالف انتخابي واسع، يضم المكونات المسلمة الأساسية ومعهم «التيار الوطني الحر”، علماً أن رئيس التيار جبران باسيل كان أوحى بهذا الأمر من خلال اعلان رفضه انتخاب رئيس بقوة النار، أو استغلال الظروف الحالية لتحييد فريق أساسي عن الاختيار، وهكذا يمكن لهذا الفريق أن يكوّن أغلبية مطلقة داخل المجلس النيابي، تزيد عن الثلثين المطلوبين لانتخاب رئيس للجمهورية، على أن تكون مكونات هذا الفريق الأساسية هي الثنائي الشيعي، المكون الدرزي، نصف المكون السني ونصف المكون المسيحي».

 

بحسب المسار الحالي، فإن المصادر تؤكد أن حزب الله لن يدخل بنقاشات رئاسية تحت النار، ولكنه فوض رئيس المجلس النيابي للعمل بهذا الملف نيابة عن الثنائي، وبري يؤكد في مجالسه أنه مع انتخاب رئيس توافقي، لكنه يرفض اعتبار فريقه السياسي مهزوماً، ويعتبر أن ما يقدمه من تسهيلات لا يجب أن يُعتبر تنازلات الخاسرين.