يسجل شباب حزب الله مقاومة استثنائية في مواجهة آلة الحرب الصهيونية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية وقوى البلدان الفاعلة في الحلف الأطلسي التي تمد العدو بأعتى الأسلحة وأحدثها ناهيك بالتكنولوجيا المتطورة بما فيها الذكاء الاصطناعي الذي يسخّرون تفوقه في خدمة هذا العدوان غير المسبوق في التاريخ، إذ قد تكون هذه الحرب المتوحشة على لبنان سابقة في استخدام الأسلحة غير المألوفة في الحروب التي عاصرناها.
ولعلّنا لا نضيّع البوصلة ونحن نتحدث عن صمود المجاهدين، ولا ننتظر منهم العجائب أكثر مما يقدمون، في حربٍ غير متكافئة، ولكننا ننوّه بثباتهم وتمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم وإيمانهم بقضيتهم وتوقهم الى الشهادة في سبيلها، وهو ما يفتقده العدو الذي يبدو عساكره، على العكس من ابطال المقاومة، في خوف بين معترضٍ ومتردّد وفارٍّ من الخدمة ومصابٍ بفوبيا الحرب.
ونود أن نشير الى أنه آن الأوان «لاستراحة المحارب» لهؤلاء المنذورين الى قضية يؤمنون بها ويبذلون في سبيلها النفيس والرخيص.
إلّا أن ركوب نتنياهو رأسه ويقينه بأن الأميركي المتواطئ معه عاجز (لأسباب عديدة ليس المجال لتعدادها) عن وقف جنونه عند حدٍ… يدفعان به الى المضي في ارتكاب المجازر من دون أي التزام بقوانين الحرب، لذلك فإنه يمضي في هذا المسار الدموي الرهيب معتمداً على القدرات الهائلة التي أشرنا إليها آنفاً.
فما هو السبيل الى وقف هذا المجرم الحرب؟ في تقديرنا أن هذه الحال تقتضي وقفة لبنانية واضحة وسريعة هي في تنفيذ ما ورد في البيان الثلاثي الذي أصدره الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي ووليد جنبلاط. أجل، في تنفيذ بنوده سريعاً جداً، فتدعو إحدى أضلاعه الثلاث، أي رئيس مجلس النواب، الى عقد الجلسة الانتخابية الرئاسية، ولا تنتهي (مهما امتدت دوراتها) إلّا بانتخاب رئيس الجمهورية الذي يتوجه مباشرة، فور اختتام الجلسة وتلاوة محضرها، الى الطائرة التي تقله الى العواصم الفاعلة القريبة والبعيدة ويلتقي قادتها ويضعهم أمام مسؤولياتهم عن السلم والاستقرار العالميين، ويطلب منهم ممارسة ما يملكون من صداقات ونفوذ وما في أيديهم من أوراق اقتصادية وسواها للضغط على نتنياهو الجزار ليوقف هذه المذبحة الرهيبة بحق لبنان والإنسانية جمعاء، فلا تفوته زيارة بلد واحد فاعل من بلدان المعمورة، ويعود بعدها الى مجلس النواب فيتلو خطاب القسَم.
ما من عاقل يقبل أن يبقى لبنان من دون رئيس في هذه المرحلة من تاريخه فائقة الدقة والتحرج والصعوبة … صحيح أن صلاحيات الرئيس تقلّصت الى الحدود الدنيا (وتلك خطيئة اتفاق الطائف العظيمة التي نلمس تداعياتها كل يوم)، ولكن من دون وجوده ودوره المحدود سيمضي لبنان الى المزيد من الانهيار والإخفاقات والكوارث.
إن للمجاهدين الأبطال حقاً علينا، فلا تتخاذلوا… والمدخل انتخاب الرئيس.