IMLebanon

لا انتخاب رئيس للجمهورية.. قبل وقف الحرب!!  

 

 

لا أبالغ حين أقول إنّ المجلس النيابي لن ينتخب رئيساً للجمهورية اللبنانية، حتى ولو «فتح» دولة الرئيس نبيه بري المجلس… فحتى فتح المجلس وعقد الجلسات لن يؤدي ذلك الى انتخاب رئيس للجمهورية.

 

القضية ليست اجتماع النواب، وهي ليست اجتماع القيادات الروحية التي أحترم وأقدّر أشخاصها، وأشكرهم على مساعيهم الحميدة…

 

بكل صراحة وكل وضوح، إن انتخاب رئيس للجمهورية يأتي بعد أن تتوقف الحرب ويتم وقف إطلاق النار.

 

وللأسف، فإنّ بنيامين نتنياهو، المجرم السفّاح، لن يوقف الحرب، إلاّ بعد انتخاب رئيس للجمهورية في الولايات المتحدة، وهذا صار معروفاً، فالمجرم السفّاح نتنياهو يؤيّد الرئيس السابق دونالد ترامب… ومن أجل ذلك لن يوقف الحرب، إذ يعتبر هذه الحرب فرصة تاريخية له لعدّة أسباب أهمها:

 

أولاً: يريد القضاء على «حماس»…

 

ثانياً: يريد أن يعوّض الخسارة الكبرى التي مُني بها الجيش الإسرائيلي جرّاء عملية «طوفان الأقصى».. إذ لأوّل مرّة في تاريخ إسرائيل، تخسر الدولة العبرية خلال ساعتين 1250 عنصراً من جنودها وأهلها، بينهم 23 من جنسيات مختلفة.

 

ثالثاً: يريد نتنياهو أن لا يذهب الى السجن… لأنه وبمجرّد توقف الحرب، سيُدان وهناك 3 سجون بانتظاره… الأول في إسرائيل، والثاني في جنوب أفريقيا، والثالث في الأمم المتحدة.

 

رابعاً: حقق نتنياهو انتصارات كبرى على صعيد تهديم مدينة غزة، بمؤسساتها ومبانيها بعملية إبادة جماعية لسكان هذه المدينة البطلة.

 

خامساً: لننتقل الى لبنان… وبكل صراحة نجح نتنياهو باغتيال قائد المقاومة اللبنانية السيّد حسن نصرالله، ومعه رجال من قادة المقاومة، وكلهم من الصف الأول..

 

سادساً: عملية الـ «البيجر» pager حققت له تفوّقاً على «الحزب»، على صعيد التكنولوجيا. هذا باعتراف المرحوم الشهيد السيّد نصرالله نفسه.

 

سابعاً: دمّر نتنياهو جنوب لبنان، ودمّر الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، ودمّر البقاع بالكامل…

 

ثامناً: هذه الإنجازات تشكل سبباً أساسياً في عدم رغبته بإيقاف الحرب.

 

من ناحية ثانية، وبالنسبة لقيام إسرائيل بعملية عسكرية ضد إيران، فإنّ نتنياهو يحاول التمهّل، وحسابه يختلف عن كل الحسابات الأخرى. بالنسبة لهذا الموضوع هو لا يريد أن يعطي فرصة للمرشحة كامالا هاريس للفوز في أميركا. لذلك، فإنّ عملية قيام إسرائيل بضربة لإيران ستكون مدروسة جداً، خصوصاً بالنسبة لهدفين:

 

الأوّل: ضرب مصافي النفط، وهذا ليس بمصلحة أميركا… خصوصاً بالنسبة للرئيس دونالد ترامب حيث سيصبح سعر برميل النفط 150 دولاراً، أما الثاني فهو ضرب المفاعل النووي.. فهو لا يريد أيضاً أن يفسح في المجال لإيران بأن تصبح على طريق الفناء، لأنه يحتاج إليها لتبقى الحروب، ولتبقى تدفع الأموال لقوى التطرّف في العالم العربي.

 

نهاية الأمر، إنّ الانتخابات الاميركية في 5 نوڤمبر/ تشرين الثاني، أي بعد 20 يوماً، هي التي ستحدّد لنتنياهو قراره: متى يوقف الحرب في غزة وفي لبنان.. وبعدها يمكن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.