لا شك في انّ التطورات المتسارعة في المنطقة وإنقلاب المشهد، ساهمت في بث الاجواء التفاؤلية للإسراع في الحلول، وتحقيق الاستحقاقات المنتظرة في لبنان، والتي طال شغورها، لذا إرتفعت نسبة التفاؤل بسرعة وخلال ايام قليلة، فأنتجت أجواءً إيجابية بإمكان وصول رئيس للبنان، في جلسة الإنتخاب المقرّرة في التاسع من كانون الثاني المقبل.
وكان أول المتفائلين رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، الذي كرّر مراراً انه سيكون للبنان رئيس في الجلسة المرتقبة، نافياً كل ما يردّد عن أجواء سلبية ستسود الجلسة، من خلال الاستعانة بالاوراق البيضاء، لانه لن يترك المجلس إلا حين يعلن إسم الرئيس المنتخب، على الرغم من موقف مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الشرق الاوسط اللبناني الاصل مسعد بولس، الذي دعا الى إنتخاب رئيس في لبنان بعد تسلّم الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم، لكن برّي يعوّل كثيراً على تأمين التوافق المطلوب بأكثرية الثلثين لإنتخاب رئيس، والنقطة الابرز انّ الجلسة ستكون مفتوحة بدورات متتالية، ما يعني استمرارية انعقاد المجلس الى حين انتخاب الرئيس. كما انّ دعوة برّي السفراء والموفد الاميركي آموس هوكشتاين لحضور الجلسة، يؤكد بأنها ستصل الى خاتمة سعيدة، خصوصاً بعد تراجع بولس عن موقفه الاخير الداعي لإرجاء الجلسة الى ما بعد 20 كانون الثاني، اي بعد إستلام ترامب الحكم، وموافقته على الرأي الفرنسي بأن يتم الانتخاب في الجلسة المحدّدة.
الى ذلك برزت هذه الايجابية بصورة لافتة يوم أمس، بعد لقاء سفراء اللجنة الخماسية مع الرئيس برّي، حيث كان التركيز على الملف الرئاسي وضرورة إنهاء الشغور، كما تناول اللقاء صفات الرئيس المرتقب التي تتطلبها المرحلة، اي المرشح القادر على جمع اللبنانيين وتحقيق الاصلاحات، من دون ان يتطرّقوا الى الاسماء، لانّ الجعبة مليئة والمطلوب غربلتها للوصول الى إسم والتوافق عليه، بالتزامن مع اتصالات مكثفة تجري يومياً ولقاءات بعيدة عن الاعلام، من خلال موفدين يزورون المعنيين ومقرّات الاحزاب في ساعات الليل، للتداول في الأسماء المطلوبة وإختيار الانسب.
ومن المتفائلين أيضاً البطريرك الماروني بشارة الراعي، وفق ما نقل عنه المقرّبون، اذ عاد من باريس حاملاً هذه الاجواء بعد لقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشار مسعد بولس اللبناني الاصل، وذلك على هامش احتفال تدشين كاتدرائية “نوتردام” يوم الاحد الماضي.
كما أشار المقرّبون من البطريرك الراعي، الى انه واثق من نجاح الجلسة الرئاسية، وبأنّ المعنيين سيتفقون في نهاية المطاف على إسمين او ثلاثة، سيتم الاقتراع لهم ومَن ينال العدد المطلوب يفوز بالمنصب، وعلى الجميع التعاون معه لمصلحة لبنان اولاً واخيراً، والمهم لديه ان يكون صناعة لبنانية ولديه القدرة على إنقاذ لبنان من الجحيم، ولفتوا الى انّ سيّد بكركي يؤمن بأنّ لبنان الجديد آت، وسوف يحل الاستقرار وستزول المآسي عن لبنان قريباً، لكنه يشدّد دائماً على ضرورة توافق السياسيين اللبنانيين كي يتحقق كل هذا، لانّ الإنقسامات والخلافات التي شهدناها على مدى عقود من الزمن، قضت على لبنان وقلبت أوضاعه.
في السياق، إيجابية جديدة عبّر عنها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، الذي خرج امس من لقاء عين التينة، من دون ان يغوص في الاسماء الرئاسية او يحدّد مرشحه، فيما يكرّر دائماً أسماء المرفوضين لديه من المرشحين.