IMLebanon

إنتخابات لبنان خارجيّة

 

 

تبدو الانتخابات الرئاسية في لبنان لا تشبه انتخابات لبنانية ابداً، فهذا السفير يزور هذا المرشح ، ووزيرة خارجية فرنسا تأتي عشية الانتخابات الرئاسية وفي جعبتها بضعة اسماء، واما زيارة المرشح زياد بارود الى فرنسا فلا تعني الا اننا نستجدي الدول كي تدعم المرشح في رئاسة الجمهورية، والسفير السعودي وليد البخاري سمّى احدى الشخصيات المهمة لرئاسة الجمهورية ، وقال له يجب انتخاب الشخصية التي قلت لكَ عنها.

 

السفراء يتحركون اكثر من المرشحين، والمرشحون لا يستطيعون ان يضعوا برنامجا لعملهم، لان اتفاق الطائف جعل رئيس الحكومة هو السلطة التنفيذية التي تعلن عن البرنامج وتنفذه. اما المرشح لرئاسة الجمهورية لا يستطيع تقديم خطة ، وكيفية حفاظه على الدستور الذي يقسم اليمين عليه.

 

فأي مرشح وضع عناوين ترشيحه وكيفية محافظته على الدستور امام مجلس النواب الذي يمثل الشعب اللبناني؟

 

ثم هنالك التمويل الخارجي، حيث يدفع متمول مئات الملايين من الدولارات كي يأتي برئيس للجمهورية، فالمتمول يعرف انه سيرد مئات الملايين من الدولارات بعد ان يوصل مرشحه الى رئاسة الجمهورية من خلال المشاريع التي سينفذها في عهده.

 

عهد العماد ميشال عون مليء بالفشل وهدر الاموال وتدمير البنية التحتية في لبنان، حيث لا كهرباء ولا مياه ولا طرقات ولا جسر واحد تم تدشينه على الاراضي اللبنانية كلها.

 

يقول رئيس الجمهورية انه سيحارب الفساد حتى آخر يوم من عهده، فلماذا لم يفعل ذلك طوال ست سنوات وهو يحكم لبنان؟ ولماذا وافق على استئجار باخرتين تركيتين للكهرباء بثمن ملياري دولار؟ فكان بالامكان بناء معملين للكهرباء يعطيان 1000 ميغاوات، بدل دفعه ثمنا لباخرتين تركيتين بملياري دولار.

 

في عهد الرئيس عون تحطمت البنية التحتية في لبنان، لا مياه، لا كهرباء ولا طرقات، العملة الوطنية سقطت، وما زال العماد عون يقول حتى اليوم انه يريد محاربة الفساد حتى من اقرب المقربين اليه، فلماذا ترك الوزير جبران باسيل يهدر 43 مليار دولار في الكهرباء دون ان تتأمّن الكهرباء ساعة واحدة في اليوم؟

 

استقوى العماد عون بحزب الله الذي كان يدعمه وما زال، وخاصم الجميع، حتى ان قصر بعبدا لم تعد تزوره شخصية هامة، وافترقت الرئاسة الاولى عن الرئاسة الثانية، واصبح الخلاف كبيرا بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب.

 

نريد مرشحا لبنانيا أصيلاً، لا يأتي من باب سفارة، ولا يزورونه سفراء، ويمنعهم من التدخل بالشؤون اللبنانية.

 

فلماذا يتدخل سفراء السعودية وروسيا وفرنسا واميركا وغيرهم في انتخابات رئاسة الجمهورية؟ وكأن انتخابات لبنان مزاد علني للبيع، حيث تأتي الشخصيات الاجنبية لتقدم اسماء لمرشحين تدعمهم، وتحاول باتصالات سرية مع نواب اعطاءهم وعودا انهم اذا ايدوا هذا المرشح او ذاك سيحصلون على مكاسب قوية جدا.

 

هل من المعقول ان يكو ن عندنا 26 مرشحا لرئاسة الجمهورية وليس من مرشح واحد اعلن عن عناوين برنامجه؟ خطاب القسم فولكلوري في المجلس النيابي، اما العناوين فهي ثابتة، ويمكن محاسبة رئيس الجمهورية على عدم تنفيذ هذه العناوين.

 

مرشح رئاسة الجمهورية يجب ان يكون وفاقياً، والمرشح الوفاقي عليه ان يكون مُلمّاً بالدولة اللبنانية جيدا، ونظيف الكف، ومستقيما، وله تاريخ كبير في السياسة، ومارونيا في الصميم، لان مركز رئاسة الجمهورية هو للموارنة، ولو انه رئيس الشعب اللبناني كله بكل طوائفه، عليه ان يعرف مارونيته جيدا ومسيحيته جيدا كي ينجح في الحفاظ على شعبيته المسيحية، وفي ذات الوقت كي يعرف كيف يقيم العلاقات بين المسيحيين وبقية الطوائف.

 

اننا لا نؤمن بكل هذه الانتخابات الرئاسية الحاصلة، ولا نقبل بتدخل السفراء ولا الدول الخارجية، بل نريد دولة مستقلة ذات سيادة، والسيادة الاولى ان يختار الشعب اللبناني ممثليه دون تدخل خارجي او عربي او اوروبي او غيره، فلقد رأينا الوزراء الذين جاءت بهم السفارات او جاءت بهم سوريا، وكيف كانت عهودهم فاشلة لم تعطِ اي نتيجة ايجابية للشعب اللبناني .