ثبت بالوجه الشرعي انه غير مسموح لغاية اليوم أن تتم عملية انتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان رغم مرور 28 يوماً على انتهاء «عهد جهنم»، كما سمّاه فخامة الرئيس السابق ميشال عون نفسه، الذي عاش خلاله لبنان وبالأخص المجتمع المسيحي حلم أن يفي الرئيس السابق بوعده فلم يتبق من وعده ذاك بأن يكون لبنان في عهده أهم دولة في العالم على صعيد الاصلاح سوى الوهم: الوعد كما جاء في شعار حزبه «الاصلاح والتغيير» والذي اختصره بقوله: «لعيون صهر الجنرال لا تتألف حكومة»، ولو كانت الأمور بيده اليوم لقال أيضاً «لعيون صهر الجنرال ما ينتخب رئيس جديد للجمهورية»، ولكن وللّه الحمد فقد انتهى عهده، عهد التدمير والتخريب وإفقار اللبنانيين وحصول أكبر كارثة مالية في العالم… ولكن مع رئيس فاشل وصهر أفشل، فإن كل شيء غير ممكن صار معه ممكناً.
بالعودة الى موضوع الخميس، حيث دعا رئيس المجلس النيابي النواب الكرام للحضور الى المجلس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية… والنواب في أغلبيتهم يأتون.. لكن المصيبة ان هناك معارضة وموالاة.. المعارضة عندها حوالى 45 صوتاً أكثر أو أقل، والموالون عندهم العدد الكافي للوصول الى الـ65 أو 66 أو أكثر من الاصوات.
ولكن أين المشكلة؟
المشكلة كما أصبح معروفاً بالورقة البيضاء.. هذا أولاً.. والأهم ان بطل الابطال الصهر الذي لم يكتمل نموّه بعد، يقول إنه لن ينتخب الزعيم سليمان بك فرنجية، وإنه لا توجد قوة تجبره على انتخاب رئيس غير مقتنع به… فمَن يصدّق هذا الكلام… طبعاً لا أحد.
ثانياً: لو أراد «الحزب العظيم» أن يأمره بانتخاب أي شخص… فإنّ السؤال: هل هو قادر على الرفض؟.. طبعاً لا أحد يصدّق أنّ الحزب لو أراد بشكل جدّي أن يأمر الصهر بالتصويت لمرشح معيّـن، فالمعروف ان الصهر سوف يلبّي الطلب بالسرعة القصوى.
ولكن بما ان القرار لغاية اليوم لم يصدر من إيران فعلامَ الاستعجال؟
بصراحة إيران تنتظر أن تبرم اتفاقاً مع الاميركيين حول عدّة أمور نذكر منها:
أولاً: ماذا عن الاتفاق النووي بين إيران وأميركا والدول «5 زائد واحد»، والذي أُبرم هذا الاتفاق في تموز 2015 وانسحبت منه الولايات المتحدة الاميركية خلال حكم دونالد ترامب في 8 أيار عام 2018؟
ثانياً: ما هو دور إيران بالنسبة للمنطقة وخاصة حسب موقعها الجغرافي بالنسبة للمملكة العربية السعودية ولدول الخليج؟
ثالثاً: ماذا عن دورها في العراق؟
رابعاً: ماذا عن دورها في سوريا ولبنان؟ وهل مسموح لإيران أن تبقى تسرح وتمرح كيفما تشاء بين العراق وسوريا ولبنان، أو كما صرّح ويصرّح كبار المسؤولين الايرانيين ان ايران تسيطر على 4 عواصم عربية؟ وهنا نقول للإيرانيين: صحيح انكم خربتم 4 عواصم عربية ولكنكم لا تستطيعون أن تحكموا في الدول الأربع. وعلى كل حال قبل أن نبحث في موضوع حكمكم احكموا أولاً في إيران، وبدل أن تكون طهران التي كانت من أجمل العواصم في العالم وبسبب هذا الحكم الفاشل أصبحت من أفقر عواصم العالم، وأصبح الشعب الايراني أيضاً من الشعوب الفقيرة بالرغم من غنى ثروة النفط والكافيار والسجاد والتنباك والفستق الحلبي.
إيران يا جماعة من أغنى دول العالم، ولكن بسبب هدر ثروتها على يد حكام فاشلين أصبحت من أفقر دول العالم.
أخيراً، يكفي أن تكون ابنة اخت الحاكم بأمره، آية الله الخامنئي، ضد الثورة والتي اتهمت النظام بأنه نظام ديكتاتوري فاشل أفقر الشعب ويصرف الأموال على مشاريع التشييع الفاشلة.
الخلاصة، ان الأمور ستبقى كما هي خاصة وأنّ تاريخ لبنان مع التعطيل في انتخابات رئاسة الجمهورية بدأ مع انتهاء عهد الرئيس أمين الجميّل، ولا تزال قائمة خاصة بعد موت الرئيس حافظ الأسد حيث أصبح لبنان كلياً تحت حكم إيران، وأصبحت سوريا أيضاً تحت حكم الملالي الايراني.