Site icon IMLebanon

الحزب يراهن على الوقت

 

يرفض حزب الله، بقوة، أي محاولة للتخلي عن مرشحه (غير المعلَن رسمياً) رئيس تيار المردة. واللافت أن الحزب لا يتوقف عن الدعوة، بلسان أمينه العام ونوابه ووزرائه وقيادييه، إلى التوافق في انتخابات رئاسة الجمهورية. إلا أن لهذا التوافق مفهوماً خاصاً لدى سماحة السيد حسن نصرالله، وهو ما يمكن تفسيره بالآتي: تفضلوا لنتوافق على الوزير سليمان فرنجية.

 

والذين هم على تواصل مع سماحته أو مع قياديين في الحزب ليس لديهم أي شك في التمسك بمرشحهم الوحيد للحزب، الذي “لا بديل عنه” كما قال إعلامي بارز وثيق الصلة بحزب الله، مستدركاً ومضيفاً: “لا بديل عن أبو طوني ولو طربقت السما ع الأرض”. وعندما قال له أحد نواب حزب القوات اللبنانية معلِّقاً: هذا ليس توافقاً، أجاب: سماحته وعَدَ، وكفى.

 

طبعاً، ثمة سابقة عندما وعد السيد في الانتخابات الرئاسية السابقة الجنرال ميشال عون والتزم بوعده، وباقي القصة معروف…

 

ولكن الوضع مختلف هذه المرة، فلا الرئيس سعد الحريري هنا يقود إجماعاً سنّياً أو شبه إجماع، ولا الحليف المسيحي الممثل بالتيار الوطني الحر يمشي بالزعيم الزغرتاوي، ولا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في هذا الوارد (حتى الآن على الأقل)، ولا مجلس النواب هو إياه بعد خريطة الأقليات التي رسمتها انتخابات 15 أيار الماضية، ولا الأحوال في لبنان وسوريا وإيران هي ذاتها كما كانت عليه في العام 2016…

 

قيادي آخر في حزب الله يعلق على ما تقدم فيقول: وهل يفوتنا مسار التطورات والمستجدات في لبنان والمنطقة، ولكنّ الوقت كفيل بأن يدعم موقفنا.

 

ويختم قائلًا بالانكليزية العبارة المأثورة، وتعريبها: “انتظروا، تروا”. ويبقى السؤال الأثير: هل في لبنان، بعد، بقية قدرة على الانتظار؟ والسؤال الاستطرادي الذي يفرض ذاته هو: على ماذا، وعلى مَن، يراهن الحزب في توفير أكثرية الثلثين في مجلس النواب، على افتراض أن الأكثرية المطلقة (النصف زائداً واحداً) باتت في جيبه مضمونة لفرنجية؟!.