IMLebanon

الناخبون لباسيل وفرنجية… “كشّ رئيس”

 

 

لا تزال تداعيات الإنتخابات النيابية مدار بحث على الساحة اللبنانية نظراً إلى ما حملته من تغيرات وتغيير للأكثرية.

 

إنقلب المشهد السياسي رأساً على عقب بعد 15 أيار، إذ إن «حزب الله» فقدَ الأكثرية النيابية، وبالتالي فإن تأثيره على مجريات الإنتخابات الرئاسية قدّ خفّ حكماً.

 

كان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أكثر من رأى المشهد العام إنطلاقاً من استحقاق 15 أيار، فقد دعا الناس إلى النزول للإقتراع واختيار نواب سياديين وإصلاحيين لأن هؤلاء سينتخبون بدورهم رئيس الجمهورية الذي يجب أن يكون سيادياً هو الآخر.

 

إذاً، وضع البطريرك الراعي أهم صفة للرئيس وهي السيادية، من هنا فإن المعركة والصراع اللذين كان يفرض «حزب الله» إيقاعهما، بأنه علينا الإختيار بين رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ورئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل، ذهبا إلى غير رجعة.

 

وقد زاد من هذا الإحتمال، إضافةً إلى فقدانه الأكثرية، إصرار الكتل المنتخبة باسم السيادة والتغيير والثورة على عدم التهاون في الخطوط العريضة وخصوصاً في الإستحقاقات المصيرية.

 

وفي السياق، فقد خرج فرنجية مهزوماً من الإنتخابات، وفاز بنائب واحد هو نجله طوني الذي حلّ ثانياً في عقر داره زغرتا بعد رئيس حركة «الإستقلال» النائب المنتخب ميشال معوّض، وبذلك فقدَ فرنجية الغطاء المسيحي ولم يعد بالإمكان تصنيفه تحت خانة الزعماء الموارنة وهو نفسه قال معبراً عن هذا الوضع ومعترفاً بالنتيجة «نفدنا بريشنا».

 

ومن جهة ثانية، فإن «حزب الله» الذي أهدى باسيل 5 نواب مسيحيين، لا يمكنه القول إن باسيل يمثّل أكثرية المسيحيين حتى لو تمّ «نفخ» كتلته، وخصوصاً أن حلفاء «حزب الله» الدروز أهدوه أيضاً ثلاثة نواب في الشوف وعاليه بأصواتهم، كما أعلن الوزير السابق وئام وهّاب، وبالتالي فإن باسيل موضوع تحت «نير» العقوبات الأميركية ولا يمكن انتخابه رئيساً بهذه الحالة، كما أنه يحظى برفض داخلي كبير من مجمل القوى، حتى القوى التي تحالف معها إنتخابياً لا تريده رئيساً.

 

وبذلك، وانطلاقاً من نتائج الإنتخابات النيابية، فإن الشعب قال لمرشحَي «حزب الله» الرئاسيَّين، فرنجية وباسيل، «كشّ رئيس»، ولن نقبل بأي منكما رئيساً يغطّي «الدويلة»، في وقت عاد إلى الواجهة طرح أسماء جديدة وعلى رأسها قائد الجيش العماد جوزاف عون وميشال معوّض وشخصيات أخرى قد تكون لديها حظوظ للوصول إلى القصر الجمهوري وتحظى برضى لبناني وعربي وأميركي ودولي.

 

ومن جهة ثانية، فإن العاملَين الإقليمي والدولي يلعبان أيضاً لعبتهما في تحديد بوصلة اتجاه الإنتخابات الرئاسية، ولا بدّ من ذكر أن المجتمعَين العربي والدولي قد رحّبا بنتائج هذه الإنتخابات وأثنيا على نجاحها وعلى اختيار الشعب اللبناني ممثليه في الندوة البرلمانية.

 

والأكيد أن الخارج لن يرضى باختيار رئيس ينفّذ سياسات «حزب الله»، كذلك فإن الشعب الذي قال كلمته في صناديق الإقتراع لن يرضى بواقع يفرضه «حزب الله» بقوة السلاح والتعطيل، مثلما فعل في آخر انتخابات وعطّل البلد سنتين ونصف السنة، لكي يضع الجميع أمام أمر واقع ليقبلوا بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.