IMLebanon

ترشّح باسيل يؤمّن النصاب لفرنجية؟

 

مشكلة رئيس التيار الحر جبران باسيل انه بات يتصرف بتهور بعدما قطعت عليه طريق رئاسة الجمهورية ومنع من أن يكون المقرر لها… رسالة الثنائي الشيعي التي تولّى نقلها المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري جنّنت الرجل وأسقطت كل شروطه وتوقعاته ووضعته في «خانة اليك»، فاما الذهاب برضاه الى تسهيل وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى بعبدا، أو الخروج برضاه أيضا من المعادلة السياسية الرئاسية وحتى الحكومية، وعلى حد تعبير قيادي في الثنائي: لا مانع من عدم مشاركة التيار الحر في تسوية إيصال فرنجية الى بعبدا، وحينها لا مانع أيضا من عدم مشاركته في الحكومة.

ربما، ما لم يدركه باسيل في رسالة الثنائي الأولى، أوصله القيادي في الرسالة الثانية، فالتسوية مع باسيل ستكون عبارة عن سلة كاملة: انتخاب فرنجية مقابل الحصول على حصة وازنة في الحكومة، وله حرية الاختيار بين المشاركة بإنقاذ البلد واتمام التسوية أو البقاء في صفوف المعارضة.

وفقا للقيادي البارز في الثنائي الوطني، فان باسيل رفع سقف شروطه الى الحد الأقصى، وهو الآن ينتظر السلم الذي سينزله عن الشجرة، وبتقدير بسيط يمكن أن نسأل:

هل يكون إعلان ترشيح باسيل لنفسه للرئاسة، أو ترشيح أي شخصية مقرّبة منه «المخرج» المناسب لحضور كتلته جلسات انتخاب رئيس الجمهورية وتأمينه بذلك النصاب اللازم لانتخاب فرنجية، وهذا المخرج يحفظ ماء وجه باسيل لجهة عدم انتخابه فرنجية بالمباشر؟

مهما يعلو صوت باسيل، لن يقتنع كثيرون بأنه يراوغ للحصول على ضمانات سياسية وحكومية في عهد الرئيس المقبل، أو ان انتخاب فرنجية سيؤثر عليه بالمباشر لا سيما انه سمع في الجلسات المغلقة عن ضمانات قد توصله بعد ست سنوات الى بعبدا كخلف لفرنجية…

إذاً، ماذا يريد جبران باسيل؟

بصراحة يجيب القيادي: جبران باسيل شخصية نرجسية الى أقصى الحدود، لقد انقلب على الجميع، حلفاء وخصوم، وحاول ابتزاز واستهداف حزب الله بالمباشر رغم انه قدّم له لبن العصفور كما يقال… مثلا: خلال ولاية عمه ميشال عون كان باسيل الآمر الناهي، ومارس الرئاسة بصلاحيات كاملة دون أن يتعرض لأية مضايقات من قوى ٨ آذار بشكل عام… وعلى الرغم من استهداف التحركات الشعبية لباسيل وصورته إلا ان هذه القوى التي يعاديها ويستهدفها بخطاباته شكّلت درعا حاميا له، ومنحته حرية الحركة السياسية والتمايز عنها في كثير من الملفات والمواقف.

ويتابع القيادي في الصف الأول في الثنائي الوطني: لم يعد هناك ثقة كاملة بباسيل، ويشير مواربة الى ان العلاقة بينه وبين حزب الله قد تصبح على القطعة، فالرجل أظهر أسوأ ما عنده في لحظات صعبة من تاريخ لبنان، في وقت نحن بأمسّ الحاجة الى الحوار والتلاقي للخروج من الأزمة.