فيما البلاد غارقة بالنزاع القضائي المصرفي السياسي، ينتظر الاستحقاق الرئاسي كيف سترسو عليه التسوية الخارجية والتي بدأت اولى مظاهرها تتجلى بالاجتماع الخماسي الذي انعقد بداية الشهر الحالي في باريس وضم ممثلين عن كل من الولايات التحدة وفرنسا ومصر والسعودية وقطر.
يومها خرج المتابعون لهذا اللقاء بخلاصة مفادها: لا تعلقوا الامال كثيرا على اجتماع باريس فهو لم يخض باي اسم كمرشح اساسي للرئاسة وبقي في اطار العموميات، لكن يبدو ان ما حكي داخل الاروقة الباريسية افتراضيا، لم يخرج كله الى العلن، وبدأ بعض تفاصيله يتضح اكثر فاكثر مع مرور الايام. فالاكيد بحسب المعلومات أن اجتماع باريس لا يزال يستكمل باتصالات تجرى بعيدا عن الاضواء.
فما بدأ يُسرّب عن ان السعوديين عبروا خلال هذا اللقاء عن رفضهم لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي هو بالنسبة لهم خارج السباق، وانهم يعتبرون أن هناك مرشحاً وحيداً هو قائد الجيش جوزاف عون والا فهناك اسماء مسيحية مستقلة وجيدة يمكن دعمها، وما حكي ايضا بالمقابل عن امكان العمل على تسوية تقود سليمان فرنجية لبعبدا والسفير نواف سلام للسراي، يظهر بوضوح ان اجتماع باريس لم يكن عموميا وما استتبعه من استكمال للنقاش بين الدول المعنية خير دليل.
فالمعلومات من مصادر موثوقة تكشف بانه على عكس ما قيل فالسعودية ليست بمنأى عن الملف اللبناني وموقفها ليس كما يصوّره البعض أن السعودية لا تريد التدخل بلبنان، ففي حقيقة الامر كما تروي المصادر، ان الجانب السعودي يرغب بتسوية شاملة وما عبّر عنه بحسب المعلومات ولا سيما امام الجهة الفرنسية هو رغبة (سعودية) بربط الاستحقاقين اي الرئاسي والحكومي بسلة واحدة، اي أن السعودية تضغط باتجاه وجوب مناقشة الاستحقاقين معا كسلة واحدة.
وانطلاقا من هذه الرغبة، تشير المعلومات الى أن فرنسا بدأت مع الدول الاخرى تطرح فرضيات من ضمنها معادلة جوزاف عون ونواف سلام او سليمان فرنجية ونواف سلام او نجيب ميقاتي.
كل هذه الفرضيات من بينها طرح اسم السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة وصلت عبر وسيط على علاقة بالمسار الخارجي القائم، الى حارة حريك التي وبحسب المعلومات لم تبد لا قبولا ولا رفضا قاطعا لسلام وكل ما في الامر ان حزب الله استمع لجملة الافكار المطروحة دون التعليق عليها.
وفيما اكدت اوساط بارزة للديار بان ايا من هذه الطروحات لم يصبح جديا بعد، شددت الاوساط على أن ما يهم باريس هو مراعاة رغبة السعودية انطلاقا من ادراك فرنسا لمدى اهمية عودة الدور السعودي الفاعل لمساعدة لبنان.
وفي هذا السياق، علمت الديار ان اللقاء الذي جمع اخيرا النائب علي حسن خليل موفدا من رئيس مجلس النواب نبيه بري بالسفير السعودي وليد البخاري تم خلاله النقاش باسماء معينة وتشير المعلومات الى انه عندما اتى علي حسن خليل على ذكر اسم فرنجية على مسمع السفير السعودي، فالاخير لم يعلق بفيتو على اسم فرنجية، لكن ما سمعه علي حسن خليل من البخاري هو بمثابة تساؤل اكثر مما هو اجابة مفاده ان سليمان فرنجية محسوب على 8 اذار وهو يتبع خطا سياسيا معينا وواضح الانتماء.
علما ان اوساطا بارزة تشيرالى انه من الواضح ان المرشح الذي يكاد يكون وحيدا للسعودية هو قائد الجيش جوزاف عون ولو ان هذا الامر لا يمنع امكان التوصل لتسوية تأتي بمرشح المملكة لرئاسة الحكومة وهو السفير سلام مقابل ان يترك الخيار الرئاسي في بعبدا لمحور 8 اذار اي لسليمان فرنجية ولا سيما ان مصادر مطلعة على جو حزب الله تجدد عبر الديار تمسك الحزب بفرنجية والسعي لتأمين عدد الاصوات المطلوب لانتخابه.
وتعلق المصادر ردا على سؤال عما اذا كان سيستحيل ايصال فرنجية دون التيار والقوات بالقول: عندما تأتي كلمة سعودية بعدم رفض مطلق او بالاحرى “بغضّ نظر سعودي” عن وصول فرنجية الى بعبدا فالقوات او بعض نوابها يصوت من تحت الطاولة لفرنجية. ولكن موقف القوات واضح وهي عبّرت عنه ببيان نفي لكل ما يقال في هذا الاطار، نقول للمصادر فترد الاخيرة: شو بدكن بالبيانات!
وتختم المصادر المطلعة على جو حزب الله بالقول تعليقا على تمسك الحزب بفرنجية: نحنا متل العاشق بنضلّ متأملين حتى اللحظات الاخيرة!
اما عن تفاهم مار مخايل الذي انتهى عمليا، كما يرى اكثر من مصدر مقرب من الطرفين فتعلق المصادر المطلعة على جو حزب الله بالقول: إنه ينتظر ما بعد الاستحقاق الرئاسي!