Site icon IMLebanon

جنبلاط يسعى الى دور محوري… هل يعود” بيضة قبان” رئاسياً؟ تواصل وتنسيق مع عين التينة… ومعراب لآليّة مشتركة ومرشح توافقي

 

 

على الرغم من الضبابية وخلط الأوراق الرئاسية، فكل المؤشرات تدل على عودة الحرارة الى العلاقة بين المكونات السياسية، بمن فيها القوى المتباعدة سياسيا، والمنقسمة في الخيارات ومقاربة الملفات . فبعد فترة من التباعد القسري بين الرئيس نبيه بري ورئيس حزب “القوات” سمير جعجع، وبينه وبين رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” السابق وليد جنبلاط، فتحت مجددا خطوط التواصل والاتصالات.

 

من المؤكد ان جنبلاط يسعى الى دور ما في الإستحقاقات المقبلة ، كأن يعود الى كونه بوصلة او “بيضة قبان” في الملف الرئاسي، كما كان دائما في المراحل الماضية، فجنبلاط المرحب بسوريا الجديدة، واول من تلقى دعوة من أحمد الشرع لزيارة دمشق، يبدأ قريبا حركة لقاءات سيكون لها انعكاساتها على ملفات حيوية، والمحطة الاولى له من عين التينة قبل الانتقال الى معراب، التي سيزورها لاحقا.

 

علما ان الإتصالات قائمة مع جعجع من دون تحديد موعد رسمي بعد، إلا ان المؤكد ان جنبلاط يفضل ان يبدأ حراكه من عين التينة، لبلورة آلية مشتركة مع الرئيس بري وحزب الله في الملف الرئاسي اولا. فالمعروف عن جنبلاط العائد من زيارته الباريسية قدرته على التواصل مع الجميع، وجمع المتخاصمين في السياسة، ومن هنا تقول مصادر مقربة من جنبلاط يأتي التأني في زيارة معراب، قبل التوصل الى تفاهم سياسي مع عين التينة.

 

تحظى الزيارة المرتقبة لجنبلاط الى معراب بأهمية كبرى مع اقتراب موعد انتخاب رئيس، على الرغم من مواقف معراب التي رفعت سقف الشروط الرئاسية، مع تسريبات ترشح سمير جعجع او من يعادله رئاسيا، اذ يتم الحديث عن إمكانية طرح إسم النائبة ستريدا جعجع، مع علم “القوات” ان اي اسم “قواتي”لا يملك فرصة القبول به من قبل الثنائي الشيعي وحلفائه، حيث ان المطلوب رئيس توافقي قادر على جمع مروحة واسعة من التوافقات حول إسمه.

 

من هذا المنطلق، يبدو لقاء معراب بين جنبلاط وجعجع محطة أساسية لبلورة موقف رئاسي، علما ان التقارب بين معراب والمختارة لا يحصل في الظروف العادية، انما بالإستحقاقات الكبرى. وتاريخ المصالحات السياسية بين جنبلاط وجعجع على غرار مصالحة الجبل، يشهد على التلاقي في الأزمنة الصعبة والتحولات، مع الإشارة الى ان علاقة “الإشتراكي” و”القوات” شهدت في السابق توترات عديدة بسبب التمايز والمقاربة المختلفة للأحداث، من دون ان تتوقف زيارات مسؤولين “اشتراكيين” الى معراب، على الرغم من الفتور بين الحزبين على خلفية ملفات خلافية وتبادل اتهامات.

 

فالتوتر بلغ مداه بين جنبلاط وجعجع منذ الافتراق في الخيار الرئاسي الى حرب غزة فجبهة الجنوب، مما اضطر جنبلاط للتأكيد في تلك المرحلة ان “للحكيم سياسته ولي سياستي” ليحسم الجدل والتبصير في شؤون وشجون العلاقة بينهما، في تلك المرحلة من الاختلاف السياسي بينهما.

 

من هنا ، تقول المصادر من الاهمية ان يصل الحراك الذي يقوده جنبلاط الى تسوية رئاسية تجمع المختلفين رئاسيا، فأولوية جنبلاط دائما تحقيق إختراق، وهمه اليوم تحصين الساحة الداخلية على مفترق التحولات الكبرى، التي تفترض تعزيز التفاهمات الداخلية.

 

فلبنان وفق مصدر “اشتراكي” يحتاج الى حركة طوارىء سياسية واقتصادية واجتماعية تواكب المتغيرات، فلقاء “القوات” و”الإشتراكي” عندما يحصل سيكون بعناوين كثيرة تتعلق بالمرحلة المقبلة ووضع لبنان وكيفية النهوض بالدولة والمؤسسات، وإعادة الإعتبار لاتفاق الطائف، بالإضافة الى ترتيب العلاقة والتوافق حول الاسم الأنسب لرئاسة الجمهورية.