Site icon IMLebanon

أسباب “خوف” قوى المعارضة من الحوار في أيلول 

 

 

حتى الساعة لا تزال قوى المعارضة لم تعط جوابا واضحا حول طرح المبعوث الرئاسي الفرنسي الذهاب إلى حوار بين الأفرقاء المحليين حول الاستحقاق الرئاسي في شهر أيلول المقبل، الأمر الذي تعيده بعض الجهات إلى رغبتها في الحصول إلى أجوبة واضحة قبل أن تقرر موقفها النهائي، لكن ذلك لا يلغي وجود مخاوف حقيقية عند البعض من التوازنات الجديدة التي يمكن أن تفرزها التطورات.

 

في هذا السياق، يخشى البعض في المعارضة ما قد يحصل على مستوى الحوار بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، نظراً إلى أن أي تحول في موقف التيار من الممكن أن يعزز أوراق القوى التي تؤيد ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، في حين لن يكون لدى قوى المعارضة ما يمكن أن تراهن عليه على هذا الصعيد، باستثناء الذهاب إلى إستخدام ورقة النصاب، وبالتالي قد تدخل هذه القوى الحوار ضعيفة.

 

في هذه الحالة، ستكون قوى المعارضة محرجة، لا سيما إذا ما كان هذا الحوار برعاية دولية، على إعتبار أنها ستكون هي الطرف المعرقل، ما يدفعها إلى المطالبة بالذهاب إلى جلسات إنتخاب متتالية، لكن حتى هذا المطلب قد ينقلب عليها في حال حصول التفاهم بين “الوطني الحر” و”حزب الله”، نظراً إلى أنه عندها سيصب في صالح ترشيح فرنجية، وهذا ما يراهن عليه حزب الله.

 

بحسب مصادر متابعة لحوار الحزب مع التيار الوطني الحر، فإن حزب الله يسعى جاهداً ليكون شهر آب شهر الوصول الى تفاهمات معينة مع التيار حول الملف الرئاسي، يحملها الى طاولة الحوار المفترضة، ما يجعل موقفه قوياً، خاصة اذا ما سارت الرياح كما تشتهي سفنه بخصوص الحصول على دعم التيار الوطني الحر للمرشح سليمان فرنجية. وتُشير المصادر الى أن تعويل حزب الله على هذه المسألة قد يكون الأبرز حالياً خاصة بظل عدم وجود أي مساعي توافقية بين القوى الأخرى التي وصلت الى تقاطع على مرشح لم يدم سوى ساعات محدودة.

 

يعلم حزب الله أن التقاطع على أزعور انتهى، وحصوله كان صعباً للغاية، وسيكون من الصعب لا من المفاجىء الوصول الى تأييد مماثل لشخصية أخرى، وبالتالي يحاول هو أن يصل الى التقاطع مع التيار، إذ لا مشكلة بأن يكون الاتفاق على فرنجية بمثابة تقاطع ما، دون أن يكون تحالفاً جديداً بين الوطني الحر والمردة.

 

في الوقت الراهن، من الممكن الحديث عن أن رهان قوى المعارضة الرافضة لترشيح رئيس تيار “المردة” هو فقط على موقف بعض الجهات الإقليمية والدولية الرافضة لهذا الترشيح، بعد سقوط “التقاطع” على مرشحها، الأمر الذي سيحول دون فرض ضغوط عليها بهدف تأمين النصاب، لكن في حال حصول تحول على هذا الصعيد، ستدفع الثمن غالياً، وهو ما يدفعها إلى توجيه الإنتقادات إلى مواقف باسيل الحالية، لأنها تعلم أن جلوسها الى طاولة الحوار في أيلول بظل وجود ما يزيد عن 65 صوتاً لرئيس تيار المردة سيعني حتماً أن الحوار يسير باتجاه واحد…