Site icon IMLebanon

مُقاربة جديدة لـ “الخماسيّة” الدوليّة 

 

 

باتجاه الرياض تحركت باريس فارسلت موفدها الرئاسي جان ايف لودريان، في مسعى جديد نحو تحقيق “خرق ما”  في ملف انتخابات رئيس للجمهورية، ومع “تل ابيب” فتحت واشنطن خطوطها، فتواصل وسيطها اموس هوكشتاين “افتراضيا” مدعوما من مستشار الامن القومي جاك سوليفان، لرسم خارطة مرحلة ما بعد وقف الاعمال العدائية من غزة الى جنوب لبنان.

 

تحركان يتكاملان شكلا ومضمونا، حيث ان السؤال الابرز، بعد الربط العضوي القائم بين الحرب والانتخابات، رغم تصريح افرقاء الداخل المخالف لهذه النظرية، يبقى حول معادلة اساسية من اثنتين يسعى الثنائي الدولي الى ترجيح تطبيقها، انتخابات رئاسية فحرب فتسوية، ام حرب فتسوية فانتخابات.

 

بنظر الكثيرين ثمة تقاطع في اللحظة الحالية بين الفاعلين الاساسيين في الداخل والخارج حول المقاربة الاولى، وهو ما حرك المياه الرئاسية الراكدة، تزامنا مع رسم واشنطن لحدود التصعيد المقبل وتسوية ما بعده لبنانيا، في سياق حرب القضم القائمة في المنطقة بمباركة اميركية صريحة، والذي باتت ملامحه واضحة، بخلاف المسار الفرنسي، حيث يسود الغموض هوية ومشروع حكم الرئيس العتيد حتى اللحظة، وان كان بات اكيدا انه لن يكون من نادي المسترئسين السابقين.

 

فبورصة التسميات التي خرج من جلسات تداولها ابرز الاسماء التي طرحت في الفترة السابقة، دخل على خطها اسماء جديدة تحظى باسهم مرتفعة، منها من طرحه “بيك” المختارة، ومنها ما يعمل عليه سرا “استيذ” عين التينة، وبينهما من ضمته لائحة بكركي، الذي يؤكد اكثر من مصدر ديبلوماسي في بيروت انها باتت غير مطابقة باسمائها للمواصفات المطلوبة، وعليه وجب تغييرها لا تعديلها.

 

وفي هذا الاطار، تكشف مصادر مواكبة ان “الخماسية” الدولية في تحركها الجديد ستنطلق من مقاربة جديدة للملف الرئاسي “بالمقلوب”، اي عنوانها جولة اتصالات حول اسم الرئيس العتيد، املا في تخطي العقبتان العالق عندهما الاستحقاق، لجهة الحوار او التشاور من جهة، وتمسك الثنائي الشيعي بمرشحه رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية من جهة ثانية، “طالما ان لا مرشح جدي آخر فعلي في مواجهته”.

 

من هنا، تشير المصادر الى ان كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقبله امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، من ان لا ارتباط بين الانتخابات الرئاسية وحرب غزة، يعني عمليا رسالة واضحة الى الداخل والخارج، مفادها ان نتائج الحرب الدائرة على جبهتي غزة والاسناد، لن تترك تداعياتها على الملف الرئاسي، اذ لا تسييل او استثمار لاي انتصار عسكري على صعيد السياسة الداخلية اللبنانية، وتحديدا ملف رئاسة الجمهورية، رغم ان كلام رئيس حزب “القوات” في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، حول مسألة الانفتاح على تعديلات دستورية بعد “الرئيس”، قد اثار الكثير من التساؤلات والتحفظات لدى اكثر من مكون، خصوصا لجهة توقيته وهدفه.

 

يشار الى ان همسا يجري في الكواليس عن تواصل حصل بين نواب من حزب الله وزملاء لهم من المعارضة، حمل تطمينات من الامين العام للحزب، من ان حارة حريك لن تستثمر انتصاراتها في الداخل، كما انها لن تقع في فخ توريطها بايصال رئيس مواجهة ، يورطها ويحملها تبعات اي انهيار نتيجة المواجهة التي ستقع حكما مع الخارج، تماما كما حصل مع وصول الرئيس السابق العماد ميشال عون، والحكومات التي شكلت ما بعد “ثورة ١٧ تشرين”.

 

عليه، واستنادا الى كل تلك المعطيات ترى المصادر ان المباحثات الرئاسية الحالية اكثر من جدية، رغم كل محاولات التخفيف من اهميتها، وان احتمالات الخرق كبيرة جدا، خلافا لكل التكهنات، فالحرب العسكرية في غزة انتهت عمليا  بحكم المعطيات الميدانية، وان الامور دخلت مرحلة جديدة من الصراع والعمليات.