IMLebanon

“فليرفع إصبعه”

 

لم نعارض العهد «العونيّ» لأسباب شخصيّة او لِنَقصٍ في الكيمياء. نحن عارضنا وَهْبَ لبنان والدولة اللبنانيّة الى محورٍ لا نلتقي معه بشيء، لا ثقافياً ولا فكرياً، ولا بمفاهيم حقوق الإنسان والحرّية والديمقراطيّة والتنوّع والتعدديّة ولا بطريقة العيش الاجتماعي المُنفَتِح على كلّ الحضارات. من هنا، فإنّ الكارثة ستتمدّد حتماً في حال تمّ انتخاب رئيس للجمهوريّة من المحور ذاته.

 

أخذ البعض على السياديّين مطالبتهم بـ»رئيس تحدٍّ» او مواجهة، علماً أنّ الدكتور سمير جعجع أوضح عدّة مرّات أنّ التحدّي ليس بوجه اللبنانيّين بل بمواجهة ما يضرّ بمصلحتهم ومصلحة وطنهم وازدهاره.

 

فهل من يشرح لنا، كيف يكون الرئيس «توافقياً» بين فريقين: فريق متمسّك بتاريخ لبنان وجوهره ودوره، وفريق آخر، وسعياً وراء المناصب والمصالح الخاصّة، يتخلّى عن «لبنان سويسرا الشرق» ليلتحق بمحور إيران، اليمن، فنزويلا (مع كامل إحترامنا لشعوبها).

 

إنّ ما يُثلج القلب، أنّ الانقسام اليوم بين اللبنانيّين ليس طائفيّاً. فغالبية عُظمى من المسيحيّين ومن أهل السنّة ومن الدروز وطبعاً من نخبة من الطائفة الشيعيّة، هم في محور لبنان الحضارة والرسالة والازدهار، وهم متمسّكون بعلاقاتهم العربيّة والخليجيّة والدوليّة التي لطالما تميّز بها لبنان، وهم يرفضون الاستمرار في الخيارات التي أوصلت الى الانهيار غير المسبوق على كلّ المستويات.

 

وعلى سبيل الاستطراد لا أكثر، فإنّنا نسأل، ماذا يستطيع أنْ يُقدّم أو أنْ يفعل الرئيس «التوافقي» لتغيير مسار الأوضاع في لبنان، وبغضّ النظر عن نزع سلاح «حزب الله» واسترجاع قرار السلم والحرب منه:

 

1 – هل يستطيع إقفال جميع المعابر غير الشرعيّة والى غير رجعة؟

 

2 – هل سيمنع التهريب والتهرّب الجمركي على المعابر الشرعيّة البريّة (الحدود مع سوريا)، والبحريّة (المرافئ)، والجويّة (المطار)؟

 

3 – هل سَيُحاكِم من أفقد الخزينة أكثر من 30 مليار دولار خلال 3 سنوات من تهريب المواد المدعومة الى سوريا؟ (نفط، طحين، أدوية ومواد غذائية…).

 

4 – هل سَيُخرِج من القطاع العام أكثر من مئة الف موظّف وأجير متوفّين، او لا يداومون، او مُسجّلين في الدولة ويعملون في غير قطاعات…..ومِنْ ثُمَّ يعمل على إعادة الهيكلة؟

 

5 – هل سيسأل الوزارات والمجالس والصناديق والمتعهدين والنافذين، أين صرفتم مليارات الدولارات وماذا أنجزتم بها؟

 

6 – هل سيسأل أصحاب البنوك أين تبخّرت اموال المودعين ويسأل حاكميّة مصرف لبنان والحاكم أين هو مال شعبنا؟

 

7 – هل يستطيع أن يفرض الأمن والجباية بشكل متوازن على كامل الأراضي اللبنانيّة؟

 

8 – هل سَيَكسَب ثقة دول العالم والمؤسسات الدولية؟

 

هل وهل…؟

 

إذا كان هناك من رئيس «توافقي» قادر على هذه الأمور البديهيّة فليرفع إصبعه.

 

الرئيس التوافقي الذي يطرحونه هو نسخة مُجَمَّلة او مُقَنَّعة عن رئيسٍ من صلب محورهم.

 

السّادة النواب، إذا كنتم أسياداً وأحرار الضمير، لا تُضَيّعوا على شعبكم فرصة إخراج لبنان من جهنّم، حرام عليكم. إنتخبوا صحّ، إنتخبوا رئيساً من طينة الرجال الرجال.

 

طبعاً يُوجَد.

 

(*) عضو «الجبهة السياديّة من أجل لبنان»