Site icon IMLebanon

منْ الكرسي الجهنّمي إلى الكرسي الشيطاني

 

 

من جمهورية جهنّـم، إفتُتحتِ الدورة الإنتخابية الأولى للإستحقاق الرئاسي، فإلى أيِّ جمهورية تنتهي..؟
وهل ستتكرَّر الدورات الإنتخابية الفارغة وصولاً إلى فراغ رئاسي يستمرّ (891) يوماً، كمثل ذلك الفراغ الذي سبَقَ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً… ليصبح ما كان قبلَـهُ شبيهاً بما صار بعده…؟
ألاَ يخشى المجلس النيابي أنْ ينتقل الكرسيُّ الجهنّمي إلى الكرسيّ الشيطاني…؟ والكرسي الفارغ كالرأسِ الفارغ أحـبُّ المساكن إلى الشيطان..؟
الرئيس صناعة لبنانية…؟ إذاً، تفضَّلوا واصنعوه..
وإلاّ.. فلن تكونوا أنتم صناعةً لبنانية…
هذا الإستحقاق الرئاسي يختلف عن سابقاته، في ظـلّ تشرذم التكتلات البرلمانية، وانكماش الكتلتين المارونيّتين بقشعريرةٍ من التخاصم والرفض، وليس من الممكن اليوم أن يكون اتفاقٌ في «معراب» للإفراج عن الإنتخاب.
لقد بات محسوماً، أنّ الكتل البرلمانية على اختلافها، وعلى اختلاف تحالفاتها الجانبية، يتعذّر عليها تأمين النصاب المطلوب لتحقيق الإنتخاب المطلوب، فهي إذاً محكومةٌ بتسويةٍ وفاقيـة بين الأجنحة النيابية الفاعلة.
أمّـا… في حال عـدم التطابق بين الرأس والطربوش، فالحـلّ يكون بتوسيع الطربوش، لا بتكسير الرأس.
توسيع الطربوش في يـد الرئيس نبيـه بـرّي، وأنا أفهمُـهُ حين راح يربـط أيّ جلسة إنتخابية لاحقةٍ بالتوافق، لأنـه كان يخشى أن يتحوّل المجلس النيابي إلى بهلـوان، لا يصعد مـرّة إلاّ بعد أن يهبط ألـف مـرة.
ولكن، هذا التوافق في ظـلّ شراسة الأضداد، لم يكن ليتحقق مِنْ قبلُ، إلاّ بضغط خارجي، ولا يمكن أن نلجأ اليوم إلى «طائـفٍ» جديد، أو «دوحـةٍ» جديدة، فكلُّ طائـفٍ في همومه طائـف، وكلُّ دوحةٍ وشجرة وارفـةِ الظلّ لم تعُـدْ تشكّل المظلّة لوطنٍ غـاب عنه نـور الشمس.
لا بـدّ إذاً، من قـوة داخليةٍ معنويةٍ ضاغطة تجعل الكتل البرلمانية في حالـةٍ من الإحراج القسري، وليس أمام الرئيس بـرّي في الجلسة الآتية، إلاّ أنْ يُغلقَ الأبواب على النواب في إطار دوراتٍ إنتخابية متتالية ومفتوحة، حتى ظهور الدخان الأبيض، هكذا على طريقة انتحاب «البابـا».. أليسَ أن رئيس الجمهورية في لبنان هو «بابـا» الكلّ…؟
بهذا يكون الرئيس بـرّي، قد بـرَّأ ذمّـتَهُ التاريخية، ووضع، كما قـال: الكتل البرلمانية أمام مسؤوليتها الوطنية، فإنْ لـم يكنْ الدخان الأبيض، واستمرَّ الدخان الأسود تحت النار ، يكون المسبِّـبُ ساقطاً من ضمير الشعب وضمير الوطن.
وإلاّ.. فما هو البديل…؟
أنْ نظلّ في حالة فراغٍ عقلي، وفراغٍ سياسي، وفراغٍ رئاسي، وتفريغِ لبنان من كلّ مؤسّساته وأسبابِ حياته وصولاً إلى الزوال..؟
أوْ أن يقودنا الفراغ في أسوأ حـال، إلى الإستعانة بالمندوب السامي الفرنسي «جان هللو» الذي أطاح الدستور بعد اعتقال رجال الإستقلال، وعيّـن إميل إده رئيساً للدولة.