Site icon IMLebanon

نصرالله تدخل لتقريب المسافة الرئاسيّة بين الحليفين باسيل يسعى لمرشح ثالث…وفرنجية يلتزم ضبط النفس

 

لا يختلف اثنان حول اعتبار ان جلسة اليوم لمناقشة إجراءات تجنب الفراغين الرئاسي والحكومي، ستكرس الاشتباك حول الرئاسة والحكومة في ساحة النجمة، حتى ضمن الفريق السياسي نفسه لاختلاف المقاربات والأجندات. فالانقسام او الافتراق رئاسيا صار واضحا بين حلفاء ٨ آذار، فما يريده الثنائي الشيعي رئاسيا يختلف عن أجندة التيار الوطني الحر، وبشكل أوضح، فان الثنائي لديه مرشحه الرئاسي الذي يعتبره الأفضل للمرحلة الراهنة، كونه من المحور الذي يدور في فلك المقاومة، والمرشح نفسه يعارضه بشدة رئيس التيار النائب جبران باسيل.

 

اشكاليتان رئاستيان تتحكمان بالمسار الرئاسي لدى فريق ٨ آذار: الأولى تتعلق بالإتفاق الذي لم يبصر النور بعد حول مرشح من رحم ٨ آذار السياسي، وإشكالية تأمين الدعم له وموافقة الجميع عليه، فلم تصدر بعد كلمة السر الرئاسية والتوافق حول اسم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، حيث صار ثابتا ان ترشيح فرنجية يواجه ممانعة النائب جبران باسيل ورفضه بأي شكل من الأشكال السير في هذا الخيار، كما عبّر في أكثر من موقف، حتى ان الأخير بدأ يطرح خيار مرشح ثالث يتوافق عليه مع “المردة” .

 

وعلى الرغم من تدخل حزب الله في محاولة تقريب المسافة رئاسيا لإقناع باسيل ان خيار فرنجية يصب في خانة مصلحة ٨ آذار ، فان باسيل على موقفه الرافض، الأمر الذي بات يشكل ضغطا لحزب الله.

 

وازاء فشل المحاولة الأخيرة التي قام بها حزب الله لانتزاع موافقة باسيل ، لا يؤمل كما تقول المعلومات، ان يقدم أي لقاء بين “المردة” و”التيار” أي جديد في الشأن الرئاسي او يحمل مفاجآت إيجابية في شأن السير بترشيح سليمان فرنجية وتبنيه من قبل التيار الوطني الحر، فباسيل مصر على ترداد دعمه الرئيس الإصلاحي البعيد عن المنظومة، الأمر الذي يفسره العارفون بأنه استهداف لفرنجية، وخوف من تشكل جبهة سياسية ضده تضم بري وجنبلاط في حال أصبح فرنجية رئيسا ، بالنسبة لرئيس التيار، فان فرنجية من ضمن المنظومة الحاكمة المعادية لعهد الرئيس ميشال عون ، كما ان رفضه لترشيح فرنجية اقترن بعدة عوامل تتعلق بمصلحة التيار الوطني الحر. وتسربت معلومات مفادها ان بكركي لا تمانع انتخاب فرنجية، إضافة الى توفر الحظوظ الرئاسية له من دعم الرئيس بري ورئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط الذي يتردد ان بري يأخذ أمر إقناعه على عاتقه.

 

ومع فشل حزب الله في تليين موقف باسيل، فالواضح ان ثلاث لاءات تتحكم بالمسار الرئاسي داخل ٨ آذار ، فالتيار لم يحسم بعد من هو مرشحه البديل عن فرنجية، فيما الأخير لم يعلن ترشحه رسميا ولم يطلب دعم التيار له بعد، من هنا لا تتوقع مصادر سياسية أي نتائج قريبة. فالأمور لم تنضج بعد وتخلي ٨ آذار عن الورقة البيضاء يستلزم الإتفاق أولا بين أركان هذا الفريق، وحل عقدة باسيل قبل التوجه الى ساحة النجمة، وهذا الأمر ليس متوفرا راهنا، حيث تربطه المصادر بسلة عوامل وشروط باسيلية . فرئيس التيار متخوف على مستقبله السياسي، وبالتالي فان حل العقدة، كما تقول المعلومات، هو بحد ذاته عملية معقدة، فتدخل حزب الله يساهم بلجم التشنجات، إلا ان الحزب كما صار معروفا لا يفرض على حلفائه أي خيارات، وجل ما يمكن ان يقوم به هو إسداء النصيحة التي تقول “ان سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية لمصلحة فريقنا السياسي” كما يؤكد سياسيون من ٨ آذار.

 

يصف سياسيون الوضع بالدقيق جدا داخل ٨ آذار، فرئيس “تيار المردة” يطمح للوصول الى كرسي الرئاسة التي سحبت منه في الإنتخابات الرئاسية الماضية في التسوية السياسية المعروفة، مع معرفته المسبقة بحساسية وضعه الرئاسي والصعوبات التي تعترض طريقه، وأساسها “فيتو” النائب جبران باسيل لألف سبب وسبب، وبحجة التمثيل النيابي وحجم تكتل “المردة” .

 

ومع ان رئيس فرنجيه أوفر حظا من باسيل المحاصر بالعقوبات و”الفيتوات “من خصومه وحلفائه، إلا ان طريق فرنجية الرئاسية لا تزال شاقة، لأنه لا يحظى بالغطاء المسيحي اللازم، فهو ليس حاصلا بعد على أصوات تكتل لبنان القوي بعد ان رفع باسيل سقف شروطه الرئاسية، وهذا الأمر يُحرج حتما حزب الله الذي تدخل مؤخرا بين حليفيه لجمعهما معا في الوجهة الرئاسية.

 

وعليه، فان رئيس “تيار المردة” ليس مرتاحا لمسار ترشيحه، ومع ذلك يلتزم ضبط النفس رئاسيا ،فلا يعلق على أي مواقف او تصريحات افساحا في المجال لتفاهمات اللحظة الأخيرة، وأيضا لأن فرنجية لا يرغب ان يكون مرشح تحدي لفريقه وللآخرين أيضا ، لأن التشنج او التحدي يعني ولاية رئاسية متعبة، وفي الوقت نفسه فانه لن يستسلم بسرعة، وليس في وارد التراجع عن حقه بالرئاسة التي ضيعها المرة الماضية، لأن الفرصة لن تعود اليه مجددا.