IMLebanon

هل وقف السجالات بين “التيّار” و “أمل” هدنة مؤقتة بانتظار الآتي؟

 

 

لوحظ أن الإتصالات التي جرت بعيداً عن الأضواء، قد أدت إلى وقف المساجلات التي بلغت ذروتها بين “التيّار الوطني الحر” وحركة “أمل”، لاسيّما إثر اللقاء الأخير بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري علي حسن خليل، والذي سُجّلت فيه تمنيات بحصول تهدئة بين الطرفين، وهو ما تحقق، ولكن بقي الرئيس بري، متمسّكاً بموقفه القاضي باستحالة قبوله بدعم بترشيح رئيس “التيار” النائب جبران باسيل، ولا زال متفقاً مع الحزب على ترشيح فرنجية. فيما السؤال كما طرحته مصادر سياسية متابعة، يتركز حول موقف حليف بري، أي رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط، والذي حسمها على هامش مشاركته في “منتدى الطائف” في قصر الأونيسكو، عندما اكد عدم قبوله بدعم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، واستمراره بدعم ترشيح النائب ميشال معوض.

 

وتكشف المصادر أن هذه العناوين والمواقف، تؤكد بأن ما يجري اليوم هو مناورة سياسية ومحاولة اللعب في الوقت الضائع، إلى حين دخول الجميع بشكل جدي وحاسم في اختيار الشخصية التي ستصل إلى رئاسة الجمهورية، علماً أن هذه اللعبة يُتقنها كلّ من جنبلاط وبري، ولذلك لن يغامرا في حسم خيارهما، إلى حين بلورة حقيقة المواقف الدولية والإقليمية من الإستحقاق الرئاسي، على اعتبار أن هناك خلط أوراق في المنطقة، ومن هنا، لم يدخل أي من المشاركين في “منتدى الطائف”، لا سيّما البارزين منهم، في إطلاق مواقف سياسية من شأنها أن تُفضي إلى معرفة التوجهات، أكان على صعيد الإستحقاق الرئاسي أو سواه من الإستحقاقات، فتجنّب الجميع من الخوض في هذه المسائل.

 

وبالتالي ووفق المصادر، فإن الإشكالات الأمنية الأخيرة والمواقف التصعيدية، ما هي إلاّ لرفع سقوف الشروط للمرحلة القادمة والعهد الجديد وحكومته، وكلّ ما يتّصل بالقادم على لبنان، خصوصاً وأن كلّ القوى السياسية مأزومة في خياراتها، في ظلّ التعقيدات القائمة وكيفية خروجها من التزاماتها ودعمها لهذا المرشح وذاك، إلى أن تأتي الظروف المؤاتية لتحسم الخيارات، بعدما تكون تبلورت الصورة على المستويين الدولي والإقليمي.

 

في هذا الإطار، تلفت المصادر إلى أن جنبلاط، أراد في كلمته في “منتدى الطائف”، أن يسرد بعض المحطات من الماضي، ويشدد على ضرورة انتخاب الرئيس العتيد، ولكن لم يدخل في مسائل أخرى، على الرغم من الكمّ الهائل من الإستحقاقات المحيطة بالبلد، ولن يدخل أيضاً في أي سجالات مع أي طرف محلي وتحديداً “التيار الوطني الحر”، على الرغم من انتقاده لحقبة الرئيس عون في الثمانينات في حربي التحرير والإلغاء، وبالتالي وبناءً عليه، فإن جنبلاط أيضاً يعمل على التهدئة وتنظيم الخلافات ضمن بيئته الحاضنة وعلى مستوى الأطراف كافةً، رغم أنه رفض انتخاب فرنجية رئيساً، بعدما قيل في الإعلام وبشكلٍ متكرر أنه سيماشي حليفه بري في انتخاب فرنجية، نظراً لمونة رئيس المجلس عليه وما يربطهما من تحالف وصداقة، ولإن جنبلاط بالمحصّلة ينتظر التسوية الآتية لا محالة، ولا يريد استباقها.