يبدو أنّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية لن يحصل قبل ربيع السنة المقبلة، أو أوائل الصيف.. لماذا؟
بكل بساطة الذي يقرر من سيكون رئيساً للبلاد هي أميركا فقط لا غير… وأي كلام عن أي دولة أخرى حتى لو كانت إيران كلام بكلام.
لماذا التأخير الى الربيع أو الصيف..؟ فإنّ هناك عدّة أسباب لهذا التأخير:
أولاً: أميركا غير مستعجلة لإجراء أي اتفاق مع إيران، بل العكس تماماً فإنها مرتاحة جداً جداً.
ثانياً: إيران تعيش أياماً صعبة ويمكن أن تزداد حتى أن هناك بعض المراقبين يراهنون على ان النظام سيسقط ولا يلزمه إلاّ بعض الوقت وذلك أصبح قريباً.
والأوضاع الاقتصادية والمعيشية أصبحت صعبة جداً… كذلك ولأوّل مرّة فإنّ هناك خرقاً في منزل آية الله الخميني الذي هو رمز السلطة ورمز ديني كبير، كذلك الاعتداءات التي تحصل ضد رجالات الدين المعمّمين خاصة في «الڤيديوات» التي توزّع وهي تصوّر حتى الفتيات يعتدين على رجال الدين ويرمون عماماتهم ويستهزئون بهم.
ثالثاً: الحرب الروسية – الاوكرانية إذ ان اميركا تعيش أياماً جميلة جداً اقتصادياً لأنّ الحرب مهما كانت نتائجها فلن تؤثر عليها، والحقيقة ان روسيا تبهدلت في حربها ضد أوكرانيا وستنتهي الحرب بمعادلة الله يرحمه صائب بك «لا غالب ولا مغلوب».
رابعاً: أميركا مسرورة أيضاً لأنّ الصين التي كان تراهن على السلاح الروسي بدأت ترفض هذا السلاح لانه سقط سقوطاً مدوياً، وتبيّـن ان أهم سلاح في العالم هو السلاح الاميركي بكل أنواعه.
خامساً: ماذا عن أوروبا؟ في نظرة سريعة نرى ان فرنسا تعاني من هبوط عملتها، ومن عدم قدرتها على تأمين الغاز للتدفئة وللكهرباء، وغلاء الغاز والنفط سبب لها مشاكل اقتصادية واجتماعية ولأوّل مرة في هذا القرن.
سادساً: ألمانيا بالرغم من تفوقها الصناعي في العالم بسبب أزمة النفط والغاز اضطرت الى تخفيض إنتاج معاملها، وأصبحت الحياة الاجتماعية للمواطنين فيها أصعب، وهذا لم يحدث منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
سابعاً: في بريطانيا هبط سعر العملة بشكل مخيف بينما كان «الباوند» يساوي 109 دولارات اصبح اليوم يساوي 101 دولار، وهذا يحدث لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية، اما الركود الاقتصادي وتغيّر الحكومات بشكل مستمر، فيبين ان هناك ازمة حكم ويكفي ان يصل الامر الى أن يفوز برئاسة الحكومة هندي.
ثامناً: ماذا عن بقية بلاد أوروبا؟ طبعاً كما هي الحال في البلاد التي ذكرناها بل أسوأ خاصة ان أوروبا الشرقية ما زالت تعاني من أزمات سابقة؟
تاسعاً: ماذا عن الدور العربي في لبنان؟ فإنّ أهم دولة تهتم بلبنان كانت السعودية، ولكن بعد سيطرة «الحزب» على لبنان أصبح الموقف السعودي سلبياً ولا تريد السعودية أن تتدخل. وأكثر من ذلك يقول كبار المسؤولين «إنه عندما يذهب «الحزب» وينتهي… نحن على استعداد أن ندفع المليارات لنحسّن الأوضاع، ولكن طالما «الحزب» وإيران في لبنان يسيطرون على الحكم فلن نساعد لبنان».
عندما تكون السعودية هكذا فإنّ معظم دول الخليج سيكون لها الموقف نفسه، اما بالنسبة لدولة قطر، وبسبب الهدنة بينها وبين السعودية، فإننا نراها تتدخل ولا تتدخل وكأنها لا تزال تنتظر ولم يتخذ القرار بعد.
وماذا عن دولة مصر؟.. بصراحة، الرئيس عبد الفتاح السيسي رجل عاقل وحكيم وهو لا يتدخل إلاّ في دعم لبنان اجتماعياً وطبيّاً، ولكن لا يحب أن يتدخل في اختيار رئيس.. ويرى ان هذا يجب ان يعود للبنانيين ليختاروا من يريدون.
من هنا، أرى انه لن ينتخب رئيس قريباً لأنّ تاريخ «الحزب» وإيران في التعطيل تاريخ سيّئ، حيث انتظرنا أكثر من سنة لانتخاب الرئيس ميشال سليمان بعد انتهاء عهد سيّئ الذكر الرئيس اميل لحود وبعد تدخل الدوحة.
وفي المرّة الثانية… أبقى «الحزب» لبنان بدون رئيس سنتين ونصف السنة لانتخاب أسوأ رئيس في تاريخ لبنان لا بل في العالم ألا وهو غير المأسوف على رحيله الرئيس السابق ميشال عون.