Site icon IMLebanon

رئاسياً.. الصوت المسيحي لقيادة الجيش 

 

 

رغم الكلام الكثير والمحاولات والتغيّرات ببعض المواقف واللقاءات الداخلية والخارجية، إلا أن لبنان أمام مرحلة طويلة من الفراغ والشغور الرئاسي، فأي مرشّح تحدّ يبقى خارج السباق ولو بقيت تسميه بعض القوى، وبخاصة أنه في المقابل هناك قوى أساسية تضع ورقة بيضاء تفوق عدداً أي اسم، بانتظار تأمين التوافق على اسم يتم انتخابه رئيساً للجمهورية. عملياً هناك مرشحان يتم التداول باسمهما، رغم عدم إعلانهما ترشيحهما رسمياً، وهما قائد الجيش العماد جوزيف عون كمرشح بديل ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الذي يُعتبر طرحه أكثر جدية من قِبل فريقه السياسي، لكن أين المسيحيون من هذا الطرح، خاصة القوى الأساسية والأكبر على هذه الساحة التي رغم اختلافها تجتمع على رفض هذا الاسم؟

 

تختلف الساحة المسيحية بتعاطيها مع موقع رئاسة الجمهورية عن باقي الساحات بالنسبة لما يتعرّض له هذا الموقع من هجوم لأكثر من عهد ، بحيث لا يتم الفصل بين الشخص والموقع الذي يُصاب بشكل مباشر بما يُمثّل، بحيث يُعبّر البعض عن هذه الصورة أنه لو كانت الحالة المسيحية مُتراصة سياسياً وتعاطت مع رئاسة الجمهورية كما يتعاطى الشيعي مع رئاسة مجلس النواب ويتعاطى السُني مع رئاسة مجلس الوزراء، كانت انصانت هذه الكرسي أكثر من ذوي القربى قبل أي جهة أخرى..

 

وبالعودة الى وضع الرئاسة الحالي والموقف من الأسماء، لن يقبل رئيس حزب «القوات اللبنانية» مساعدة فرنجية للوصول الى الرئاسة، باعتبار أن هناك ثأرا شخصيا بينهما، فالذي حصل مؤخراً بين الرجلين من مصافحة وليس مصالحة لن يمحي صورة الماضي.

 

لسبب آخر يرفضه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي يعتبر أنه بالإضافة الى ما تم تسريبه عن فرنجية، هناك سقطات عدة له خلال عهد الرئيس ميشال عون أبرزها عندما قال: «ما في لا نفط ولا غاز عم يضحكوا عليكن وأنا مسؤول عن كلامي». فبعد هذا الموقف الشخصي اللامسؤول بهكذا ملف، كيف يمكن أن يكون رئيس جمهورية، بعدما أصبح لبنان دولة نفطية؟ عدا عن أنه لم ينتخب الرئيس ميشال عون ووقف ضده طيلة ٦ سنوات ، خاصة في بداية ١٧ تشرين عام ٢٠١٩ عندما تبنى الحراك بوجه العهد، ولأجل كل ذلك يعتبر باسيل انتخاب فرنجية كحُكم إعدام لحياته السياسية.

 

أما إذا تم الحديث عن نبض البيئة المسيحية في هذا الإستحقاق الذي يعنيها مباشرة، بحيث جزء منها لا يقبل فرنجية نظراً لعلاقته بسوريا وجزء آخر لا يقبل باسيل نظراً لعلاقته بإيران (على حد قولهم) بالإضافة الى أنه لديه مشاكل كثيرة، ما يمكن اعتباره أنه ليس لدى البيئة المسيحية مرشّح. ولكن إذا سُئِلت من بين الأسماء المطروحة تُسمي قائد الجيش العماد جوزيف عون، لأنه باللاوعي وبالوجدان المسيحي لديهم ثقة وعاطفة كبيرة للجيش، بحيث يعتبرونه صمام الأمان ومصدرا للطمأنينة وركيزة للإستقرار والسند للمسيحيين، فكل قائد جيش يحترمون موقعه ويعتبرونه مُنزّها ومترفّعا عن أعمال السياسيين، فكلّما ابتعدوا عن الطبقة السياسية تزيد حظوظ قائد الجيش ، وبما أن الجيش يُعتبر خشبة الخلاص فإن قائده هو قائد خشبة الخلاص…