IMLebanon

إنزلاقات إقتصاديّة وأمنيّة خطيرة تسرّع التوافق على رئيس

البحث في تأمين الميثاقيّة المسيحيّة لفرنجيّة أو عون…واللعبة الرئاسيّة بـ “أولها”

 

لم يكن متوقعا ان تأتي الجلسة الثامنة المخصصة لإنتخاب رئيس للجمهورية بخلاف ما أتت عليه، او تحقق تقدما في المسار الرئاسي الذي لا يزال مقفلا على الحلول وعصيا عليها، فالجلسة الثامنة جاءت نسخة طبق الأصل عن الجلسات السابقة، مع استمرار مشروع الورقة البيضاء التي سجلت ٥٢ صوتا وفشل المعارضة بتوحيد صفوفها، لكن ارتفاع التصويت بالورقة البيضاء، لا يعني ان فريق ٨ آذار حسم اسم مرشحه الرئاسي ، مقابل تضاءل فرص النائب ميشال معوض الذي تراجع التصويت له، ولم ينجح برفع “سكوره” من الأصوات .

 

ومع ان رئيس “تيار المردة” هو مرشح ٨ آذار غير المعلن رسميا، فإن ترشيحه يواجه إشكاليات لم يتم حلها بعد داخل فريق ٨ آذار، بسبب “فيتو” النائب جبران باسيل عليه، مما أربك الوضع الإنتخابي لفريق ٨ آذار، وجعل الباب مطروحا على سيناريوات انتخابية متعددة .

 

السيناريو الأول يتعلق بترشيح قائد الجيش، فكل الأجواء الرئاسية تعتبر ان بقاء “الفيتو” من قبل رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل ضد سليمان فرنجية “يفيد” ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون ويعزز حظوظه الرئاسية، إضافة الى عوامل كثير تصب لمصلحة قائد الجيش راهنا، ومنها الانزلاقات الاقتصادية والأمنية الخطيرة التي دخلت فيها البلاد، حيث سجل ارتفاع في معدلات حوادث القتل والسرقات والمشاكل المتنقلة من منطقة الى أخرى، مع سرعة الكشف عن منفذيها والإنجازات التي تسجلها القوى الأمنية ومنها مخابرات الجيش، مما يعيد فرض معادلة ان الجيش هو الحل أمنيا، من دون استبعاد تحوّل المسألة الى الحل السياسي والرئاسي. وبالتالي فان ترشيح العماد عون، كما يقول متابعون، يشكل ضمانة في هذا المجال، خصوصا انه قد يشكل في الأوقات الحرجة نقطة تلاق بين الحلفاء والخصوم عند الحاجة، ولم يظهر ان هناك “فيتوات” دولية ضده بعد.

 

عدم قبول “التيار” السير بخيار رئيس “المردة” يطرح أيضا إمكانية مساهمة “القوات” بوصول قائد الجيش، وبطريقة غير مباشرة ايضا يفتح الباب الرئاسي لسليمان فرنجية باعطاء أحدهما الميثاقية المسيحية المطلوبة من خلال تأمين النصاب للجلسة فقط، من دون التصويت لفرنجية على غرار ما حصل عام ٢٠١٦ ،بعد أن سارت “القوات” بالتسوية الرئاسية التي أوصلت الرئيس ميشال عون الى بعبدا.

 

من المعروف، ان تكتل لبنان القوي الذي يملك التمثيل المسيحي الأقوى برلمانيا، هو الممر الإلزامي لأي طامح للرئاسة، لكن لا شيىء في اللعبة السياسية يمنع من تحوّل هذا الدور لـ “القوات”، في حال استمرار باسيل على موقفه ، خصوصا ان “القوات” سبق ان أكدت ان لا مانع لديها من انتخاب قائد الجيش، ولم تهاجم في أي وقت فرنجية، على الرغم من ممانعتها انتخاب رئيس للجمهورية من فريق ٨ آذار.

 

إلا ان سير “القوات” بأحد الترشيحين، يخضع لتساؤلات حول مدى جديته وفعاليته، خصوصا ان “القوات” تعتبر انها ليست في وارد المساومة في موضوع خياراتها ومبادئها العامة الرافضة لرئيس من محور سياسي، بعد فشل رئيس من هذا المحور في إدارة البلاد، فكانت النتيجة النزول الى جهنم، اضافة الى ان حزب “القوات” لن ينزلق مجددا الى فخ أي تسوية رئاسية تكرارا للتسوية الماضية التي أوصلت الرئيس عون الى بعبدا، ومع ذلك يقول سياسيون من فريق ١٤آذار ان الأمور قابلة للتبدل في أي وقت، خصوصا ان الوضع اللبناني دخل في متاهات خطيرة وانزلاقات أمنية واقتصادية خطيرة، مما يجعل الإتفاق على الرئيس وتقديم تنازلات أمرا حيويا وضروريا . فهل تفعلها “القوات” وتؤمّن الميثاقية المسيحية لقائد الجيش جوزاف عون خوفا من انهيار الجمهورية؟