IMLebanon

الأسبوع الجاري مفصلي حوارياً ورئاسياً 

 

 

يؤكد اكثر من مرجع سياسي على تبدل المشهدين الرئاسي والانتخابي الى التحالفات السياسية، ربطاً بالأجواء التي نتجت من الحراك الخارجي، وكذلك مع اقرار اكثر من جهة ووفق معلومات موثوق بها، بأن الايام المقبلة هي على موعد جديد مع حركة اصطفافات وتحالفات مغايرة للمرحلة الراهنة، نتيجة صعوبة تسويق بعض المرشحين، وما زيارة كل من الرئيس السابق ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى الصرح البطريركي، إلا مؤشر على هذه الاصطفافات، إذ ينقل أن هناك اكثر من رأي في صفوف تكتل لبنان القوي والتيار «البرتقالي»، لا بل ثمة وجهات نظر متباعدة تؤشر الى انقسامات قد يشهدها التيار على اكثر من خلفية رئاسية وانتخابية.

 

وعلم ايضاً، أن النائب باسيل أبلغ الجهات المعنية من حلفائه بأنه لن يسير برئيس «تيار المردة»، النائب السابق سليمان فرنجية كمرشح رئاسي وحسم خياره، وذلك وفق المتابعين والمواكبين، وذلك لا يعني انه سيقبل قائد الجيش العماد جوزف عون، في وقت نقل بن الاسبوع الجاري سيشهد المزيد من المواقف التي من شأنها ان تؤدي الى بلورة مشهدية الوضعين السياسي والرئاسي، لا سيما بعد الاتصالات التي قام بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع معظم الأطراف السياسية، فيما نقل أنه سيلتقي قريباً رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط، وقيادات أخرى من معظم القوى السياسية والحزبية، ولهذه الغاية فإن جلسة الخميس المقبل ستكون آخر جلسة كسابقاتها، من خلال الأوراق البيض او تسميات تعتبر هروباً الى الأمام من ممارسة اللعبة البرلمانية الديموقراطية، إلا في حال حصلت مفاجآت بفعل ما يقوم به بري قد تغيّر مسار الجلسة، إنما لا يعني ان جلسة يوم الخميس ستنتج رئيساً للجمهورية.

 

وعلى خط آخر، وفي ظل هذا الحراك والاتصالات الجارية على غير صعيد، يقول متابعون للحراك الخارجي، انه لا يستبعد وقبل دخول البلد في إجازة الأعياد، وصول أكثر من موفد عربي وغربي الى بيروت لاستطلاع أجواء المسؤولين اللبنانيين حول الاستحقاق الرئاسي، وكذلك ربما يكون هؤلاء محمّلين من رؤسائهم وحكوماتهم بصيغ او حلول لانتخاب الرئيس، فيما ينفي البعض المطلع على أجواء زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون الى قطر، أنها زيارة رئاسية، بل تتعلق بوضع المؤسسة العسكرية، ولكن لا يخفى أنها وفي هذا التوقيت تحمل أكثر من إشارة ودلالة، وهذا ما يفضي به البعض من الذين لهم علاقات وصداقات خارجية، اذ يعتبرون ان هناك حديثا متناميا في الخارج حول قائد الجيش، ومن الطبيعي أن يحمل منحًى يبنى عليه رئاسياً، وهذا ليس بالأمر الخفي، ولكن العائدين من العواصم الغربية والعربية المعنية بالشأن اللبناني يشيرون الى هذه المسألة.

 

ويبقى أخيراً، وحيال هذه الأجواء والحراك الداخلي والخارجي، انه لا بد من ترقب ما سيقوم به بري تحديداً، لأن المطلعين على حركته واتصالاته ولقاءاته، يؤكدون أنه يحظى بغطاء خارجي، لا سيما فرنسياً، حيث ابلغته بذلك السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو التي التقاها الأسبوع المنصرم، وكان هناك عرض مسهب للموضوع الرئاسي، وبالتالي فإن الفرنسيين وسواهم يدركون أن خبرة بري من شأنها ان تغير في صورة المشهد السياسي الحالي، ولهذه الغاية يمكن البناء على حركته ودوره، لا سيما أن المعلومات تؤكد أن البعض من الذين رفضوا الحوار، هم على تواصل مع بري، والأمور تصب في المنحى الإيجابي على خط الحوار، الذي انطلق به في الآونة الأخيرة.