Site icon IMLebanon

لقاءات ثنائيّة على جبهة المعارضة و «التغييريين» وديناميّة باسيل حملت رسائل في كلّ الاتجاهات 

 

لم ينسحب الجمود الذي طبع الأيام الأخيرة من العام الحالي المستويين الحكومي والنيابي، على مستويات الحراك الدائر في الكواليس السياسية، وعلى الرسائل التي أطلقها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل باتجاه أطرافٍ داخلية، من خلال الكشف عن لقاءات اجتماعية جمعته بشخصيات معارضة للنهج الذي يعتمده على عدة مستويات. وخلافاً لكل التسريبات التي حصلت في الساعات ال48 الماضية، عن تحقيق هذه الدينامية حركةً في مياه الاستحقاق الرئاسي الراكدة، تعتبر مصادر نيابية معارضة، أن الترويج المدروس لأجواء إيجابية قد نتجت من هذه الدينامية «الباسيلية» كما وصفتها، لا يتطابق مع ما ينقله مقربون من القيادات التي التقى بها على هامش الاحتفالات الاجتماعية بعيد الميلاد المجيد، أو خلال زيارة التهنئة بعيد الميلاد إلى بكركي، وبالتالي، فإن ما من مبادرات وتحركات تتناول الاستحقاق الرئاسي، سواء من خلال محادثات رئيس «التيار الوطني» مع معنيين بهذا الملف، أو من خلال أطرافٍ سياسية وحزبية أخرى على تماس مع المشهد النيابي.

 

وفي هذا الإطار، تنقل المصادر النيابية نفسها عن بكركي، أن المساعي تبدو متوقفة اليوم، موضحةً أن انتخاب رئيس للجمهورية لا يجب أن يكون «عيديةً» للبنانيين أو لبكركي، وكذلك المبادرات التي تصبّ في هذا السياق، ذلك أن الانتخابات الرئاسية هي واجبٌ دستوري، كما تؤكد المصادر نفسها التي تكشفت عن أن البطريرك بشارة الراعي قد عبّر صراحةً عن الواقع الرئاسي، وعن غياب رأس الدولة وتداعيات هذا الغياب على الدولة في كل قطاعاتها.

 

وبالتالي، فإن المصادر النيابية المعارضة، لا تنكر أن حركة رئيس «التيار الوطني الحر»، وبصرف النظر عن نتائجها وطريقة التعاطي معها من قبل كل القوى السياسية، تبدو المبادرة الوحيدة المطروحة على طاولة الاستحقاق الرئاسي، وذلك في ضوء الإصرار الذي تحدث به البطريرك الراعي أمام كلّ زوار الصرح البطريركي يوم الأحد الماضي، إذ اعتبر أن أيّ حوار مطروح من أجل إحداث تقدم في الملف الرئاسي، يجب أن يكون تحت سقف البرلمان اللبناني، وخصوصاً أن الوضع الإجتماعي لم يعد يحتمل من جهة، ولا يجب أن ينتظر المسؤولون المبادرات الخارجيّة من جهةٍ أخرى.

 

ومن ضمن هذا السياق، لا تتوقع المصادر النيابية المعارضة، حصول أي خرق على صعيد الحوار أو على صعيد الاستحقاق الرئاسيّ أو الجلسات النيابية المرتقبة في العام الجديد من أجل انتخاب الرئيس العتيد، مؤكدةً أن كل التحركات الخارجية قد تجمّت أو توقفت منذ أسابيع، والاستحقاق بات متروكاً للمبادرات المحلية، على الأقل في الوقت الراهن.

 

لكن وانطلاقاً ممّا تقدم، لا ترى المصادر النيابية نفسها أن الأبواب ستبقى موصدةً أمام أي اجتماعات ثنائية يتمّ التحضير لها من خلال اتصالات تجري بعيداً عن الأضواء بين كتلٍ نيابية معارضة وتكتل نواب «التغيير»، ولم تتبلور أي مناخات أو أجواء حولها. وتتوقع المصادر أن تشهد الأسابيع الأولى من العام الجديد، تطورات على هذا الصعيد تسمح بتحديد المسار الرئاسي لاحقاً.