في حديث هاتفي مع ديبلوماسي أوروبي غربي سابق، مشهود له حبُّهُ لبنان، طرح سؤالاً تقليدياً بسيطاً على محادثِه اللبناني: كيف الطقس عندكم؟. وجاءه الجواب تقليدياً بسيطاً: «الدنيا «شوب»، فدرجة الحرارة مرتفعة، والأوضاع الحياتية الصعبة تضاعف من سخونة الطقس وانتشار الرطوبة الخ…
فقاطعه الديبلوماسي الأوروبي: توقعوا حماوة غير مسبوقة خلال معركة رئاسة الجمهورية التي تُفتح انتخاباتها دستورياً في مطلع شهر أيلول من العام الحالي، لكنها تبلغ ذروتها في شهر شباط من العام المقبل.
الصديق اللبناني وجدها مناسبة ليقارب الموضوع الرئاسي، فسأل: ماذا تعني بذروة الحماوة؟!.
أجاب الديبلوماسي: أعني أموراً عدة، أولها ان اللاعبين بالنار الرئاسية سيحرقون أصابعهم (واستفاض في هذه النقطة ذاكراً بالاسم ثلاثة أطراف أتكتم عن التسمية لخطورة التفاصيل). وأضاف: ثانيها ليس صحيحاً أن واشنطن غير معنية بمن يكون رئيساً عندكم. وثالثها: الأسماء السياسية البارزة المتداولة عندكم ليست واردة في حسابات الخارج القريب منكم والبعيد (هنا ذكر ثلاثة أسماء). ورابعها: إن حزب الله لن يمانع، في أخر المطاف، بوصول رئيس غير سياسي بالمعنى «الفاقع» للكلمة لأنه يرى ان الظرف غير مؤاتٍ لوصول شخصية محسوبة عليه كلياً على ألّا يكون الرئيس الآتي من الذين يناصبونه العداء، فإذا حصل ذلك سيحول دون تأمين النصاب القانوني لجلسة الانتخاب، وهذا في متناوله. وخامسها: إن هناك غير طرف، أقلُّه اثنان، يرحبّان بالفوضى عساها تنتج انهياراً في النظام لتأتي التسوية مزدوجة، أي على الرئيس والتركيبة النظامية الجديدة في لبنان، وهذه التسوية سيعارضها الطيف السنّي اللبناني ولكن معارضته لن تكون ذات كبير تأثير بسبب حالة التشرذم التي نجمت عن دفع الرئيس سعد الحريري الى تعليق حضوره السياسي وهو ما أدّى الى ضعف فاعلية الدور السني في المجلس النيابي اللبناني بسبب عدم تجاوب فؤاد السنيورة وبعض المقرّبين سابقاً من سعد عن دعم موقفه، وإذا كانت ذريعتهم عدم تغييب دور الطائفة فقد «نجحوا» في إسقاط هذا الدور(…).
وبعدما استفاض الديبلوماسي الأوروبي الغربي في الشرح وأوغل في التفاصيل(…) قال خاتماً: أنتم ماضون الى ما يتجاوز تسوية الدوحة بكثير ليلامس اتفاق الطائف، أما كيف سيكون؟ فجوابي أن الأمر رهن بالتطورات الخارجية، فغالباً ما كانت رئاسة الجمهورية في بلدكم لبنان ذات ارتباط بالخارِجَيْن القريب والبعيد، ولكنها هذه المرة ستكون نتيجة مباشرة للحدث الخارجي، إيجاباً أو سلباً… وصوموا وصلّوا كي لا يكون سلبياً(…).