Site icon IMLebanon

هل انطلق البحث في الخيار الثالث؟ 

 

 

دخل لبنان في مرحلة ما قبل التسوية، من خلال بعض المحطات التي تؤكد بأن انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية قد يحتاج إلى حوالى الشهرين على أبعد تقدير، وذلك ما تفضي به أكثر من مرجعية رئاسية في مجالسها، بناء على ما حصل مؤخراً من عودة العلاقات الديبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، إضافة إلى مؤشّرات أخرى حول التقارب العربي مع سوريا، والذي من شأنه أيضاً أن يؤدي إلى حلحلة على الصعيد المحلي. وهذين المسارين من شأنهما كذلك الإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية، الذي يحتاج إلى غطاء دولي وإقليمي، وصولاً إلى اللقاء الخماسي الذي انعقد للدول المعنية بالملف اللبناني، مع معلومات حول عقد لقاءٍ ثانٍ في وقت قريب، وربما على مستوى وزراء الخارجية العرب، والذي قد يكون المدخل لانتخاب الرئيس العتيد.

 

وتحدّثت المعلومات، أن مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للشؤون اللبنانية باتريك دوريل بدأ جولة أوروبية، وقد يزور لبنان في وقت قريب، ما يدلّ على أن هذه العناوين لم تكن متداولة في المرحلة الماضية. من هنا، أتى حديث رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط قبيل سفره إلى دولة الكويت، أنه يتوقع أن يؤدي التقارب بين إيران والسعودية إلى انفراجات في لبنان، ولكنه يُشدِّد منذ فترة على ضرورة ترك الخيار بالنسبة للرئاسة الأولى للمسيحيين، أي أن لا يدخل أحد إلى ملعبهم، كي لا يقال أن هذا الرئيس تابع لهذا المحور أو ذاك، أو هذه الجهة السياسية وتلك، فعندئذ بإمكانه أن يؤمن النهوض الاقتصادي من خلال تواصله مع دول الخليج، كما مع المجتمع الدولي بشكل عام، لأن توفير هذه المستلزمات، أي دعم الدول المانحة هو الأساس، وإلا فلن يتم انتخاب رئيس خارج عن الإرادة المسيحية والتوافق الوطني.

 

وعلى خط موازٍ، تحدّثت المعلومات عن لقاءات عدة ثنائية وثلاثية ستحصل في الأسبوع المقبل، من أجل تحديد الخيارات والمواقف بعد اتفاق بكين، وما تلاه من مواقف لبنانية ومتغيّرات في اللعبة السياسية المحلية، بمعنى أن الخيارات قد تغيّرت، وإن كان المرشحون الرئاسيون هم أنفسهم، وسط تساؤلات ما إذا كان هذا الإتفاق سيغيّر من حظوظ المرشحين الأساسيين، أي رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، بمعنى أن الأمور حتى الآن ضبابية في هذا الإتجاه بين من يعتقد بأن أسهم فرنجية ارتفعت، فيما البعض الآخر يتحدث عن الخيار الثالث، وهذا ما استجدّ من خلال ما شهدته بكركي في الأيام الماضية، من حراك انطلق من زيارة السفير السعودي وليد بخاري، ومن ثم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قبيل توجهه إلى الفاتيكان، إضافة إلى ما يقوم به البطريرك الماروني بشارة الراعي من اتصالات ولقاءات على أكثر من صعيد.

 

وبنتيجة هذه الحركة، يُنقل أن البعض بدأ يتحدث عن الخيار الثالث، دون أن يرفض سيد بكركي خياري فرنجية وقائد الجيش، على أن يكون الحسم الجدي لكل هذه الطروحات من خلال الإتصالات الدولية ـ الإقليمية في ظل المواصفات المطروحة، وبمعنى آخر ليس ثمة ما يوحي بأن أي خيار رئاسي يمكن البناء عليه قبل أن يتبلور الاتفاق الصيني.