IMLebanon

تراجع كبير لمعادلة سليمان فرنجية – نواف سلام الحسم الرئاسي مرتبط بأجندات داخليّة بالتوازي مع الخارج 

 

تتجه الأنظار الى نتائج ومفاعيل الاتفاق السعودي – الإيراني الذي يتوقع ان يبدل الكثير من المفاهيم السياسية، ويحدث متغيرات وحلحلة في ملفات عالقة، فيساهم مثلا في تسريع الانتخابات الرئاسية بعد زوال التشنجات والأسباب المانعة.

 

ومع ذلك، لا يمكن وفق مصادر سياسية، التعويل فقط على الإتفاق السعودي – الإيراني الذي قد لا يترجم بالضرورة على أرض الواقع اللبناني، نظرا الى الهوة السياسية والاختلاف الكبير بين السياسيين، ف “ساعة صيف” مثلا سببت أزمة، وكادت تؤدي الى انقسام طائفي، وجلسة للجان النيابية المشتركة عصفت الخلافات في داخلها بين النواب والمشرّعين.

 

هذه المؤشرات لا تزال تتحكم بالمسار الرئاسي في ظل تخندق القوى السياسية في جبهات متناحرة، فالمسيحيون متفقون “على القطعة” وحسب الملف، ومختلفون في الموضوع الرئاسي.

 

فالاتفاق ساهم في تخفيف الضغوط الاقليمية، لكنه ليس كافيا لاستيلاد رئيس للجمهورية، فنظرية المقايضة الدولية، والقول ان التنازل في اليمن سيقابله تنازل في بيروت ليست في مكانها الصحيح، ويمكن الجزم وفق المصادر السياسية بفشل المقايضة التي حكي عنها بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة.

 

حتى اللحظة، لا تقدم او اختراق في الملف الرئاسي، فالثنائي يسير الى المزيد من التشدد بمعركة سليمان فرنجية، وليس واردا في حساباته التراجع عن هذا الترشيح، الذي كلفه توتر بالعلاقة مع “التيار الوطني الحر”، فيما يرى الفريق الآخر ان معركة فرنجية تسير بين المطبات الهوائية. فمشكلة فرنجية أساسها مسيحية بسبب رفض الأحزاب والقوى المسيحية الكبرى تبني ترشيحه، في حين لا يزال الموقف السعودي مبهما بين مَن يعتقد ان السعوديين لن يعارضوا هذا الترشيح عندما تصبح الظروف متاحة ، فيما يرى فريق سياسي بحسب ما ينقل من أجواء الشخصيات التي التقاها السفير السعودي وليد البخاري قوله، ان لبنان لا يشكل استثناء في الاتفاق السعودي – الإيراني مع تحديد الرياض وبقائها على مواصفات الرئيس السيادي والإصلاحي.

 

ووفق هذا الفريق، فان هناك تعادلا بين المؤشرات السلبية والإيجابية التي يعاني منها ترشيح فرنجية، فالمعلومات المستقاة من مراجع دولية تؤكد انتهاء مقايضة سليمان فرنجية ونواف سلام، مع بروز مؤشرات لا تصب لمصلحته بالاتصال بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي رأت فيه المصادر تصفيرا للمشاكل بين فرنسا والمملكة، واعتقاد ان الحسابات النهائية قد لا تكون مفيدة لفرنجية.

 

في الجهة المقابلة، تبدو نظرة حلفاء فرنجية مختلفة في تفسير العلاقة السعودية – الفرنسية من جهة اعتبار ان التبدل الدولي سوف ينتج مفاجآت، وحيث يمكن ان تتجه باريس والرياض الى التوافق مستقبلاً، خصوصا ان فرنسا تميل الى خيار فرنجية كما ظهر في اجتماع الدول الخمس، ووفق ما ينقل عمن يتواصلون مع الديبلوماسية الفرنسية. مع ذلك، فان المعطيات السياسية تؤكد ان الحسم الرئاسي سيكون هذه المرة على ساعة التوقيت اللبنانية.