بين التفاؤل والتشاؤم، تتراوح التحليلات حول زيارة رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية إلى العاصمة الفرنسية، وجدول الأعمال الذي بحثه، رغم اصرار أوساط الاخضر على أن النتيجة لا قمحة ولا شعيرة، وان الأمور مرهونة بنتائجها.
وبحسب مصادر مواكبة للاتصالات الدولية الجارية في عواصم القرار، فان الدعوة الفرنسية جاءت بالتنسيق مع عواصم «خماسي باريس»، خصوصا ان جزءا اساسيا من «المطالب» الدولية قد تم بحثها مع المعنيين في بيروت، اي الثنائي الشيعي، عبر وسطاء تواصلوا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي سلم المعنيين الردود على «البنود الاستراتيجية»، والتي أنجز بحثها.
ورأت المصادر ان الغرب يفاوض على ما يبدو نيابة عن «الأطراف اللبنانية المعارضة»، ملبيا دعوة الثنائي الشيعي، خصوصا الجهات المسيحية المستشرسة في رفضها لوصول سليمان فرنجية إلى بعبدا، حيث تحاول باريس الحصول على ضمانات تحاكي هواجس «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» و»الكتائب».
واشارت المصادر إلى أن المشكلة الأساسية التي تؤرق الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، تتمثل في امرين:
– الأول، ان المتحكم بالسياسة الفرنسية راهنا هو مصالحها الاقتصادية في لبنان التي امنتها من خلال «تحالف حمايتها» الشيعية السياسية الممثلة بالثنائي امل – حزب الله.
– الثاني: ان أوروبا عامة، وفرنسا خصوصا، تعجز عن تطبيق تعهداتها، تماما كما حصل يوم تعهدت باريس واصرت على حصولها على ضمانات بعدم اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ليحصل خلاف ذلك لاحقا.
من هنا، جاءت المحاولة الحالية، بعدما رفعت الرياض «فيتوهاتها» متماهية مع موقف واشنطن لجهة تركيزها على برنامج العهد اكثر من تركيزها على الاسم، تاركة لباريس تأمين الضمانات في ما خص الإدارة الداخلية اللبنانية.
وفي هذا الإطار، أكدت المصادر ان جدول أعمال اللقاءات ركز على أن السعودية ترغب بوجود تناغم بين رئيس الجمهورية والحكومة في العهد الجديد، وعدم تكرار التجارب السابقة، التي ادت إلى تعطيل البلد وتراجع اقتصاده، والأهم تغيير التوازنات القائمة فيه، وهي بيت قصيد الاتصالات.
إذ أكدت المصادر ان الرياض مصرة على إلغاء مفاعيل اتفاق الدوحة بكل مندرجاته واعرافه، خصوصا الثلث المعطل حكومياً، وإعادة عقارب الساعة إلى ما قبل السابع من أيار، وهي رحلة بدأت مع الاحتفال في ذكرى توقيع اتفاق الطائف في الاونيسكو، برعاية دولية، والتي أسقطت المسعى الفرنسي في السير نحو المثالثة.
وعليه، ختمت المصادر بالتأكيد على أن الإجابات والشروحات التي قدمها المرشح سليمان فرنجية إيجابية، وتبعث على التفاؤل بقرب التوصل إلى حلول، خصوصا ان الطبخة الرئاسية وضعت على نار حامية، وأن الرحلات المكوكية للموفدين لن تتوقف بل ستفعل لازالة كل الالتباسات، تمهيدا للانتقال إلى المرحلة الأخيرة وهي إبلاغ الأطراف المسيحية بما أنجز والضمانات، ليصار إلى اتخاذ القرارات المناسبة،التي في ضوئها يبنى المقتضى.