Site icon IMLebanon

السعودية أم الولايات المتحدة…14 آذار ضائعة!

يسود شيء من الضياع فريق الرابع عشر من آذار، بعدما تظهّر التباين علناً بين الموقفين السعودي والاميركي، إذ وجد هذا الفريق نفسه محرجاً كيف يحافظ على رضا الطرفين ودعمهما في الوقت نفسه. الاّ انّ مصادر مطلعة، ترجّح ان يسير فريق الرابع عشر من آذار خلف القرار السعودي، ليس فقط بسبب التمويل، بل بسبب تردّد الادارة الاميركية ووقوفها موقف المتفرّج على التحوّل الاقليمي الناتج من الاتفاق بين المملكة العربية السعودية وايران، الذي تجاوز دورها كعرّابة تاريخية للتفاهمات والمفاجآت والتسويات الاقليمية.

تتساءل مصادر ديبلوماسية «لماذا لم نشهد أي ردة فعل لإدارة الرئيس الاميركي جو بايدن عندما اعلن مثلاً ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ودولة الامارات عن بيع الصين نفطاً بالعملة الصينية؟ وكيف لم نشهد أي ردة فعل لإدارة بايدن عندما تحرّكت اوروبا على هذا الأساس، وأرادت هي ايضاً بيع نفطها وغازها باليورو، في وقت استمرت الادارة الاميركية باتباع سياسة الصمت والترقّب امام هذا التحوّل، وهو مؤشر لضياع كبير على مستوى القرار الاميركي؟».

 

لكن المصادر أضافت في المقابل، انّ «هذا لا يعني انّ اميركا لا تنوي الردّ، بل بالتأكيد هي في سياق التخطيط لردّ على هذا التحوّل والانقلاب الاوروبي والعربي والسعودي تحديداً، وقد تكون حرب السودان بداية لهذا الردّ».

 

وتوقعت «ردّاً أميركياً أعنف وأقسى، لكنه ما زال غير واضح المعالم، اي كيف واين ومتى يجب ان يكون الردّ. وهذا الضياع الاميركي، بحسب المصادر، سيجعل فريق 14 آذار يتموضع مع السعودية وليس مع الولايات المتحدة».

 

إلى ذلك، كشفت مصادر مقرّبة من السفارتين السعودية والفرنسية، أنّ الرياض بدأت بإرسال إشارات إلى حلفائها في لبنان، تطلب منهم التريث في التصعيد الإعلامي تجاه المرشح الرئاسي سليمان فرنجية، مؤكّدة في المقابل تريثها في اتخاذ قرار حاسم لقول كلمتها النهائية، في انتظار تبيان شكل التسوية المقبلة.

 

وكشفت أنّ بعض فريق 14 آذار تبلّغوا احتمال الاصطدام في النهاية بأمر واقع يقضي بالسير بفرنجية، هذا بحسب تعبير مصادر ديبلوماسية. كذلك نفت مصادر فرنسية ما تناقلته وسائل اعلامية عن توقف المسعى الفرنسي الداعم لفرنجية، وقالت إنّ هذا الامر «بالنسبة للفرنسيين ليس مطروحاً نهائياً».

 

ورأت المصادر، انّ المناخ الفرنسي ربما يبرّر التوقيت الذي اختاره فرنجية للتوجّه الى بكركي والتأكيد من هناك للبطريرك الماروني بشارة الراعي وللاعلام، أنّ فكرة استبعاده ليست مطروحة. كما نقل فرنجية اجواء الرسائل الإيجابية التي وصلته من الطرف السعودي.

 

في الخلاصة، يبدو انّ «الصمت الكبير» الذي تتبعه السعودية في المرحلة الحالية تجاه السير بفرنجية يخفي ربما مفاجأة «لتسوية ثلاثية كبيرة» رئاسية وحكومية ورئاسة حاكمية مصرف لبنان.