يحرص إبن عمة المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية، كما المرشد، كما نائب المرشد كما نواب المرشد على تنبيهنا نحن اللبنانيين غير المشبعين بالحديد والأوميغا والسعرات الممانعة الى ما ينتظرنا إن لم نلتحق بالركب وإن لم نعِ حجم المخاطر المحدقة بنا. ينظرون إلينا، نحن مواطنيهم المسالمين، بفوقية. فابن عمة المرشد يقرأ في التحولات ونحن حولٌ ونواجه صعوبات في القراءة السياسية، ونحدث ضجيجاً مزعجاً ما يضطر معتلي منابر التأبين إلى رفع الصوت وتأديبنا وتحديد خط سيرنا الصحيح وتحذيرنا من التمادي في غيّنا وإلّا اضطر إلى تأديبنا. باطن الكلام أكثر نفاذاً من ظاهره.
يستخفّ ابن عمة المرشد بكل خطاب سياسي نقيض لخطاب المرشدية. خطابات الخصوم عقيمة تنظر إلى الأسفل فيما خطاباتهم وحدها ترتقي بالإنسان اللبناني إلى العلى وتنشد القيم الحضارية وتستلهم روح الدستور ونصوصه، وتمجّد حق الإختلاف، وتقدّس الديمقراطية، وتشرّع أبواب الحوار وتؤسس لبناء دولة عصرية كاملة السيادة. دولة أهلا بهالطلة أهلا.
قبل أن نستوعب لطائف نائب المرشد، وما بان فجّاً من تغريدتيه الأخيرتين، حتى وجّه ابن العمة ضربة موجعة للمراهنين على تسوية رئاسية مقبولة من الجميع بقوله: “إذا لم يسارع بعض اللبنانيين إلى (تلقّف) ما يُعرض عليهم الآن، فسيأتي وقت وهم غير قادرين على أن يحصلوا حتى على العرض الذي يعرض عليهم اليوم، وبالتالي على هؤلاء أن يستعجلوا اغتنام هذه الفرصة”.
الوقت الآتي أعظم. يجب أن يهرولوا ويقبلوا صاغرين راضين بالمعروض. ونحن أمام أوكازيون. أمام فرصة تأتي في القرن مرّة. سارعوا إلى انتخاب سليمان بك فرنجية. مع رئيس تيار المرده المرفوض من ثلثي أعضاء البرلمان بيطلعلك رئيس حكومة جديد بطقتو وموديل السنة. هدية مع سليمان. هذا هو الـ offer. نفهم، بقدر ما منحنا الله من خلايا دماغية فاعلة، أن صبر إبن العمة محدود.
ماذا لو لم يمشِ “التيّار العوني” و”كتلة تجدد” و”حزب القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية” وبعض النواب المستقلين بالمعروض، هل من “أرنوب” سيستخرجه الثنائي الشيعي من أكمامه؟
هل سيكون المرشح لرئاسة الحكومة ينال الصلح جزءاً من طرح فرنجية رئيساً فوق العادة؟
أو سيعرض الثنائي “كوبل” جديداً: إميل رحمة الله وفيصل كرامي المنسجم أكثر مع متغيّرات المنطقة. هكذا يعضّ “بعض” اللبنانيين الجَهَلة أصابع أيديهم وأيدي زوجاتهم ندامة على عدم السير بالخيار المعروض ولفترة محدودة.
“التأخير ليس لمصلحتهم على الإطلاق، قال ابن العمة، لأنهم (معارضو انتخاب سليمان بك) فاقدو أوراق القوة التي يدّعون ويتخيلون أنهم يمتلكونها، ولكن في الحقيقة هم لا يمتلكونها”.
لا أوراق ولا صواريخ. شْحَار بِشْحَار. يا حسرتي عليهم.