نهاية الاسبوع الماضي، اتصل مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل بـ«حزب الله» ناقلا تطمينات حول إبداء الرياض إيجابية للسير برئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية… في المقابل تلقّى دوريل الإشارات الإيجابية ذاتها من حزب الله حول السير خلف السعودية في مَن ترتضيه رئيسا للحكومة وبالشروط السياسية التي تريدها في وزراء وعمل حكومة العهد الجديد…
في هذا السياق كشف قيادي حزبي كبير ان فرنسا باتت الوسيط المباشر بين حزب الله والسعودية، وان الحزب شدّد على الوسيط الفرنسي عدم التشدد في المفاوضات مع الرياض في إطار توجه الحزب لإبداء كل الإيجابية اللازمة لتسهيل إتمام الانتخابات الرئاسية وانتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية مقابل انتخاب أية شخصية سنّية تريدها المملكة لرئاسة الحكومة.
على هذا الأساس، نشطت حركة السفراء المعنيين بالملف اللبناني «السعودي وليد بخاري، والفرنسية آن غريو، ونظيرتها الأميركية دوروثي شيا»… وفي الموازاة، أعاد حزب الله تنشيط قنوات التواصل مع التيار الحر لإقناعه بتأمين النصاب في جلسة انتخاب فرنجية… حتى اللحظة اصطدمت مساعي الحزب برفض رئيس التيار الحر جبران باسيل السير بهذا الخيار، ولكن الاستثناء هنا إبداء باسيل إيجابية حول ترك الحرية لنوابه بالنزول الى أية جلسة يدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس للجمهورية…
ومما كشفه القيادي الحزبي البارز جدا فان عضو تكتل الجمهورية القوية جورج عقيص وفي احدى الجلسات الخاصة أكد أمام الموجودين ان القوات اللبنانية ستؤمّن في نهاية المطاف النصاب اللازم لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية حتى لو كان سليمان فرنجية…
هذا المسار الإيجابي غير العلني حتى اللحظة، وضعه القيادي الحزبي في إطار الخطوات الأخيرة على طريق إجراء الانتخابات الرئاسية خلال الشهرين المقبلين كحد أقصى، كاشفا للمرة الأولى ان الرياض لن تضغط على حلفائها للسير بالتسوية الرئاسية ولكنها في المقابل ستترك الأمور حتى تنضج بهدوء بانتظار اللحظة الحاسمة.