IMLebanon

الثّنائي الشّيعي يشجّع الثّنائي الماروني: «اتّفقوا ولننتخب»..

 

يبدو سياق الأحداث الإقليميّة، منذ الاتّفاق الإيراني – السّعودي، مرسوماً ومعدًّا بدقّة.

فقد خفتت أصوات التّحريض وارتفع خطاب الودّ والتّفاهم. هدأت حرب اليمن ووضِع قطار الحلّ على سكّة السّلام، ثمّ عادت سورية إلى الجامعة العربيّة بإجماع أعضائها، والرّئيس السّوري بشّار الأسد يتحضّر لزيارة الرّياض الّتي ستكون، حسب مصادر متابعة، استثنائيّة في الشّكل قبل المضمون بعد عقد من القطيعة والحرب.

في لبنان أيضاً صمتٌ قوّاتيّ ثقيل على أصحابه، فالدّائرة الإعلاميّة التّابعة لحزب القوّات اللّبنانيّة الّتي دأبت على إصدار بيانات نفي الإيجابيّات الإقليميّة والدّوليّة الّتي كان يؤكّدها الرّئيس نبيه برّي لا يصدر عنها حسّ ولا خبر.

وآخر بيان أصدرته القوّات كان قبيل وصول سفير المملكة العربيّة السّعوديّة وليد بخاري في طريقه إلى معراب للقاء الدّكتور جعجع قادماً من عين التّينة.

خرج بخاري من لقاء لم يدم طويلًا فغرّد جعجع عبر حسابه الخاص على «تويتر» بكلام ديبلوماسيّ روتينيّ، ثمّ ساد بعده صمت ثقيل بسبب صدمة الموقف المستجدّ للمملكة من الاستحقاق الرّئاسي، وقد نُقل عن بعض النّوّاب القوّاتيين استياؤهم من «اللّا فيتو» الّذي بلغ مسامع جميع اللّبنانيين والّذي وضع الحكيم في مأزق كبير تبعه إحراج أكبر بعودة سوريا إلى الجامعة العربيّة بدفع سعوديّ بعدما أعلن جعجع عبر قناة «الجديد» بأن لا عودة لسوريا ولا زيارة للأسد إلى الرّياض.

فهل يلجأ الحكيم إلى التّيّار الوطنيّ الحرّ ويتّفق مع باسيل على اسم يواجه سليمان فرنجيّة؟!

ثمّة مؤشّرات كثيرة توحي بتقدّم المباحثات بين الطّرفين للاتّفاق على اسم موحّد يخلط الأوراق الرّئاسيّة ويفرمل الاندفاعة الفرنسيّة والرضا السّعودي والأميركي بفرنجية، والحديث يدور حول الوزيرين السّابقين: جهاد أزعور وزياد بارود.

ولكن هناك شكّ في إمكانيّة التّوافق بين الفريقين لأسباب عديدة، أبرزها:

جعجع لا يريد السّير بخيار باسيل ومنحه فوزاً معنويًّا بانتصار خياره الّذي يقوم على فكرة رئيس غير مستفزّ لحزب الله.

باسيل لا يريد استفزاز الحزب إلى حدّ التّحدّي بالاتّفاق مع جعجع على اسم وصوله غير مضمون بل وغير ممكن من دون التّفاهم المسبق مع الثّنائي الشّيعي الّذي بات أكثر تمسّكاً بفرنجيّة.

اتّفاق الثّنائي الماروني لا يكفي لإنهاء المعركة الرّئاسيّة، فالتّفاهم الوطني ضروري والطّرفان لا يملكان مفاتيح التّواصل الكافية لإقناع باقي المكوّنات بخيارهما.

فرنجيّة يمتلك أوراق قوّة داخليّة سياسيّة وميثاقيّة وخارجيّة إقليميّة ودوليّة وقد يكون اتّفاق معارضيه على اسم آخر مقدّمة لانتخابه!

نقلت «اللواء» عن الرّئيس نبيه برّي قبل أسابيع موقفاً يتناسب مع النّقطة الأخيرة، فالرّئيس برّي قال بأنّه دعا إلى الحوار للتّوافق على إسم أو أسماء لكي نذهب إلى جلسة نهنّئ فيها الفائز أيًّا كان، ولطالما ردّد بأنّه لن يدعو إلى الجلسة الثّانية عشرة إلّا بعد اكتمال عقد التّرشيحات.

 

فهل يكون ترشيح منافس لفرنجيّة مخرجاً للجميع؟

 

برز أمس كلام الرّئيس برّي أمام وفد تجمّع «مستقلّون من أجل لبنان» حول وجوب انتخاب الرّئيس قبل الخامس عشر من حزيران المقبل، وجدّد رفضه استلام نائب حاكم المركزي صلاحيّات الحاكم للاعتبارات الّتي ذكرها سابقاً، ولكن في معلومات «اللواء» أنّ أعضاءً من الوفد نقلوا للرّئيس برّي جوًّا تحريضيًّا داخل البيئة المسيحيّة يروّج إلى سعي الثّنائي الشّيعي لتحقيق المثالثة في المراكز الأولى بقوّة الأمر الواقع عبر إفراغ المراكز المارونيّة من شاغليها.

بناء على ذلك بعث برّي برسالة واضحة لمن يعنيهم الأمر بأنّ الحرص على انتظام عمل المؤسّسات والحفاظ على الطّائف يقضي بالإسراع في انتخاب رئيس الجمهوريّة الّذي هو بداية البدايات ومن يؤخّر انتخابه هو الفريق الّذي رفض الحوار ويرفض الاتّفاق على اسم منافس ويهدّد بالتّعطيل.

على ما يبدو أنّ التّيّار والقوّات يشعران بضيق الوقت والخيارات، فمناخات المنطقة توجب الإسراع في ملء الفراغ الرّئاسي، ولا يمكنهما تحمّل مسؤوليّة التّعطيل من دون تقديم البديل، لذلك تكثّفت الاتّصالات في الأيّام الأخيرة بغية الوصول إلى مرشّح واحد.

وتعليقاً على هذا التّقارب المزعوم بين جعجع وباسيل يعلّق قيادي في الثّنائي الشّيعي: «هذا التّقارب لا يقلقنا فنحن ندعم كلّ توافق بين المكوّنات اللّبنانيّة، وإذا اتّفق الثّنائي الماروني على مرشّح آخر يكون بذلك قد حقّق ما طالبنا ونطالب به مراراً، وليفز مَن يفز».