IMLebanon

الوطني الحرّ»: بتنا أقرب الى الإتفاق على إسم مع المعارضة

 

دفعة واحدة، «عجقت» المواقف وارتفع منسوب التحركات البعيدة عن الاعلام، خدمة للهدف الأساسي وهو التوافق على انتخاب رئيس جمهورية، يبقى حتى الساعة بعيدا شكلا، مع انعدام الرؤية السياسية الواضحة على المستوى الداخلي، الا اذا صدقت التنبؤات وعلنت المعارضة مفاجأتها بالاتفاق على اسم مرشح خلال الايام المقبلة، مع عودة اسماء كانت قد خرجت من التداول الى الساحة، تماما كما خربطت «ترويقة» رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية في منزل السفير السعودي وليد البخاري المشهد.

 

فتحت عنوان حتمية انتخاب رئيس قبل نهاية حزيران تحت وطأة الاستحقاقات الداهمة، تُسجّل مواقف سياسية رئاسية لا تحمل جديدا. اما الحركة الحقيقية فتحصل في الكواليس. واذا كان رصُ صف معارضي فرنجية قادرا على قلب المعادلة، فإنه يتوقّف على موقف «التيار الوطني الحر» الذي يثير الكثير من التساؤلات، خصوصا بعد الاطلالة الاخيرة لرئيسه، وما قرأه البعض فيما بين سطورها ليونة ملموسة تجاه المحور، مع اسقاطه البعد الشخصي من حسابات معارضة «سليمان بيك» المرشح، وما يردده «صهر الرابية» امام زواره.

 

واضح ان النائب البتروني قد تغير كثيرا في مقاربته لواقع الامور، وفي قراءته للاوضاع والظروف بعد تجربة السنوات الست، التي حمّل عن خطا او صواب مسؤولية ما آلت اليه اوضاع البلاد والعباد، وفقا لما تشير اليه مصادر مطلعة. وتقول المصادر ان رئيس البرتقالي، قد تعلم من تجارب الماضي، وبالتالي فهو ليس في صدد خوض مواجهة مع الخارج غير محسوبة النتائج، وهو ما عبر عنه في قوله انه سيكون «برات الحكم»، مصطفا في صف المعارضة البناءة، وبالتالي اذا كانت مسألة وصول فرنجية محسومة، ولا قدرة للتيار على وقفها، فعلى الاقل ستكون البياضة براء منها، ومما قد ينتج عنها من تداعيات.

 

اوساط «التيار الوطني الحر» كشفت عن وجود تواصل غير مباشر بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك وتبادل رسائل، في مقابل «غزل» مع نواب «التغيير» وبعض افرقاء المعارضة، غامزة من ان الامور تسير في الاتجاه الصحيح، بعدما «بتنا اقرب من اي وقت مضى من التوصل الى قواسم مشتركة»، وطرح اسم يمكن ان يكون قادرا على المواجهة، دون ان يثير فريق الثنائي، من منطلق المشروع لا الشخص.

 

اما مع «القوات اللبنانية» فتؤكد الاوساط، ان معراب مصرة على «حبس نفسها في الماضي» والاكتفاء بسياسة تصفية الحسابات، رغم كل الدعوات التي اطلقتها قيادات التيار، مستدركة انه رغم هذا الواقع الصعب في التعامل بين الطرفين المسيحيين الاقوى، فان اللقاءات الشخصية نجحت الى حد ما في تأمين تواصل غير مباشر بالحد الادنى، دون اسقاط دور الصرح البطريركي الاساسي.

 

هنا تؤكد المصادر، ان الديناميكية المسيحية المستجدة والحلحلة على اكثر من خط، دفعت بفريق بكركي الى اعادة النظر في مسألة دعوة القيادات المسيحية لعقد قمة في الصرح، لتحديد ثوابت يلتزم بها الجميع، دون ان تجزم بتاريخه او حتمية حصوله. وتابعت المصادر بان حظوظ حصول هذا الخرق ليست بالسهلة، اذ ان التيار يتوخى من التواصل مع المعارضين وعلى رأسهم «القوات»، رفع سقف مفاوضاته مع حزب الله، اذ لا يرغب بخوض معركة كسر عظم مع الضاحية.

 

فهل تحسم الامور قبل 15 حزيران كما نبّه رئيس مجلس النواب؟ ام هي مهلة الثنائي التي وضعها لنفسه قبل الانتقال الى «الخطة ب» غير الموجودة حتى اللحظة عمليا؟