النائب الحوت: شغور حاكمية مصرف لبنان عنصر أساسي للدفع باتجاه الانتخابات
تنكب كتل المعارضة وبعض نواب التغيير لدراسة خياراتها، ولتسمية مرشح منافس يخوض الانتخابات الرئاسية بوجه رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية الذي يبقى هو المرشح الوحيد والجدّي لدى «الثنائي الشيعي»، ولكن حتى الآن لم تتوصل المفاوضات بين أركان المعارضة الى اتفاق على اسم مرشحها، رغم ان الوقت أصبح يداهم الجميع باعتبار ان شهر حزيران سيكون موعدا مفصليا لناحية الاستحقاقات الداهمة، ومن بينها انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، خصوصا مع التطورات القضائية الصادرة بحقه.
وفي هذه الأثناء واستكمالا لمبادرته التي أطلقها في الأسابيع الماضية، يواصل النائب غسان سكاف لقاءاته، وهذه المرة خارج حدود الوطن، وتحديدا في الدول المؤثرة لشرح حقيقة ما يجري في لبنان فيما يخص الاستحقاق الرئاسي.
وخلال اتصال أجرته «اللواء» مع النائب سكاف الموجود في الولايات المتحدة الأميركية، أشار الى انه في صدد عقد سلسلة من اللقاءات خلال اليومين المقبلين في العاصمة الأميركية مع عدد من المسؤولين في الإدارة هناك، كما انه سيشارك في حفل استقبال يقام في مبنى السفارة اللبنانية في واشنطن، إضافة الى حضوره عشاء تقيمه مجموعة الدعم الدولية، مؤكدا ان الملف الرئاسي سيكون في صلب محادثاته مع كافة المسؤولين في الولايات المتحدة الأميركية.
وكشف سكاف انه سيتوجه نهاية الأسبوع الحالي أيضا الى العاصمة الفرنسية باريس، حيث سيكون له عدد من الاجتماعات مع بعض المسؤولين الفرنسيين المهتمين بالملف اللبناني.
وأعلن النائب سكاف انه سيشرح لكافة المسؤولين الدوليين، خطوة المعارضة الساعية الى التوافق على اسم مرشح لمواجهة فرنجية، كما سيطلع على موقفهم من الملف الرئاسي.
وردا على سؤال، أشار سكاف الى ان حركته الداخلية واللقاءات التي عقدها مع عدد كبير من الأفرقاء اللبنانيين، أدّت الى حدوث خرق على صعيد الاستحقاق الرئاسي، معتبرا ان التقدم الذي يحصل حاليا بين المعارضة للوصول الى اسم مرشح جدّي بديل عن ميشال معوض أتى بناءً على مساعيه التي قام بها، وشدّد على أهمية أن تتوحد المعارضة حول اسم مرشح وتتوجه به الى المجلس النيابي ليواجه مرشح «الثنائي الشيعي»، حسب ما طالب الرئيس نبيه بري به، لافتا الى ان مبادرته تصبّ في هذا الاتجاه، معتبرا انه على كل الأطراف القبول بالنتيجة أيا كانت، فالمهم أن تكون هناك انتخابات ديموقراطية بين متنافسين وهذا أمر طبيعي، وعلينا تهنئة الرابح لأي فريق انتمى.
واعتبر سكاف انه في حال فشلت المعارضة بالتوصل الى توافق حول اسم مرشح واحد، علينا عند ذلك عدم لوم الآخرين بفرضهم علينا رئيسا، وقال: «عندها على المعارضة أن تتحمّل مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع، والاعتراف ان الفريق الآخر كان متماسكا ومتمسّكا الى أبعد الحدود بمرشحه».
متمنيا أن تجري الانتخابات النيابية بديموقراطية، وكشف انه سيطلب من الجانب الفرنسي أن يكون هناك توازن في طرحه بالنسبة الى المرشح الرئاسي، وسيؤكد لهم ان نواب المعارضة يريدون أن تجرى انتخابات رئاسية وليس تعيين رئيس، لأننا نتمسّك بالأصول الديموقراطية.
وختم سكاف برفضه اعتبار كتل والنواب المعارضة معرقلين لانتخاب الرئيس، مشيرا الى انهم مسهّلين ومبادرته التي طرحتها تؤكد على ذلك.
الحوت
من ناحيته، يقول نائب الجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت لـ«اللواء»: «نحن لسنا جزءا أساسيا من النقاش ومن الاجتماعات المتتالية لكتل المعارضة، ولكن هناك تنسيق فيما بيننا وبين الكتل»، مشيرا الى انه لم يتم التوافق بعد حتى الساعة على اسم موحّد للذهاب به الى مجلس النواب ليكون في مواجهة مرشح «الثنائي الشيعي».
آملا بوصول كافة قوى المعارضة الى مرشح واحد، معتبرا ان كل الأسماء المطروحة قابلة للنقاش، ومن بينها النائب نعمة افرام، صلاح حنين، وجهاد أزعور وغيرها من الأسماء المقبولة من قبل نواب المعارضة والرافضين لخيار انتخاب فرنجية، ولم يسقط من حساباته اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون.
متوقعا أن يتم الاتفاق بين كتل المعارضة على اسمين لخوض الانتخابات في الدورة الأولى، ومن يحصل على النسبة الأعلى للأصوات سيدخل في الجولة الثانية.
وأشار الحوت الى ان تحديد رئيس مجلس النواب لموعد جلسة انتخاب سيدفع المعارضة للإسراع في اتخاذ قرارها، متمنيا أن يدعو الرئيس بري لجلسة انتخاب في أسرع وقت ممكن، خصوصا ان البلد لم يعد يحتمل المزيد من المماطلة.
واعتبر نائب «الجماعة الإسلامية» ان العنصر الأساسي الذي يمكن أن يدفع باتجاه الانتخابات الرئاسية بسرعة، هو شغور موقع حاكم مصرف لبنان، لذلك هناك ضرورة لانتخاب رئيس للجمهورية خلال شهر حزيران، والذي يُعتبر شهر الحسم والحزم، آملا أن تكون نسبة الوعي لدى القوى السياسية تصبّ في المصلحة العامة.