IMLebanon

من الفرض إلى الرفض  

 

قال الديبلوماسي الغربي الذي درجنا على نشر بعض من معلوماته وآرائه واستنتاجاته، مراتٍ عديدةً في هذه الزاوية، إنه التقى، في إحدى العوصم الأوروبية الغربية، مسؤولاً لبنانياً وتداولا في شؤون وطننا الصغير المعذّب، ولا سيما موضوع رئاسة الجمهورية، وتحادثا مطوّلاً في الاستحقاق الرئاسي المهم جداً والذي ستترتب عليه نتائج بالغة الأهمية أيّاً كان المسار: انتخاباّ في موعده، تأجيلاً محدوداً، تأجيلاً إلى أمد بعيد… وقال لنا إنه لم يُفاجَأ بضخامة عدد المرشحين، أو المتداولة أسماؤهم، سيان أكانوا جدّيين، أو غير واردين، أو بين – بين…

 

وأفادنا أنه وجد لدى المسؤول اللبناني شبه يقين بأن الفراغ سيفرض ذاته في لبنان على المسارَين اللبنانيَّين الحكومي والرئاسي إلى مرحلة غير محدّدة زمنياً…

 

سألته: لا يعنيني كثيراً كلام المسؤول اللبناني، فقط أريد أن أطّلع على رأيك، فكيف تنظر إلى المسألة الرئاسية عندنا؟

 

قبل أن يجيب حرص على التأكيد أنه لا ينطق باسم حكومته، وأنه لا ينقل رأيها أو موقفها بالضرورة، ثم قال: في الانتخابات الرئاسية السابقة كنتم في «الفرض»، هذه المرة صرتم في «الرفض».

 

قلت: هلّا أوضحت؟

 

فأوضح قائلاً: المقصود من كلامي دور (وقدرة) حزب الله هذه المرة. في انتخاب العماد ميشال عون رئيساً كان حزب الله يملك القدرة على الفرض، أما هذه المرّة فهو يملك القدرة على الرفض… لقد فرض السيد حسن نصرالله الجنرال رئيساً ومنع وصول سواه إلى قصر بعبدا طوال ثلاثين شهراً، إلى أن ليّن سعد الحريري والقوات الموقف، فكانت التسوية مع بيت الوسط واتفاق معراب مع سمير جعجع… أما هذه المرة فمعلوماتي أن الحزب يرشح سليمان فرنجية، وإذا تمسك به فهو قادر على رفض أي مرشح رئاسي آخر، لأنه يمسك بورقة تعطيل النصاب الدستوري.

 

وطاول حديثنا بضعة أسماء، وكان في تقديره أن الباب ليس مقفلاً هذه الدورة الانتخابية الرئاسية، لأن أحداً لا يستطيع أن يتحمل تداعيات الفراغ، إلّا إذا كان ثمة من يعمل من أجل قيام نظام جديد… وهذه مخاطرة غير مضمونة النتائج…