IMLebanon

مخاوف على الاستحقاقين الحكومي والرئاسي.. والشارع يتحرّك مجدّداً

 

 

دخل لبنان في أجواء ضبابية على كافة الأصعدة السياسية والإقتصادية على وجه الخصوص، في ظلّ شلل مريب لكل مرافق الدولة وقطاعاتها، وكذلك على صعيد الاستحقاقين الرئاسي والحكومي، ما بدأ يشكّل قلقاً للكثيرين من أن تتحوّل إلى فراغ رئاسي، وبالتالي ارتفاع منسوب الانهيار الحياتي والمعيشي، في ضوء ما تحذّر منه مصادر سياسية مطّلعة، من إفلاس وانهيار مالي بدأت تتّضح معالمه من خلال ما يصرح به بعض كبار المسؤولين في مجالسهم عن أسابيع صعبة سيمرّ بها البلد، وتحديداً على المستويات الصحية والتربوية والغذائية ورفع الدعم عن مواد أساسية، وفي طليعتها الطحين، ويترافق ذلك مع عدم التوافق على تشكيل الحكومة، حتى وإن حصل اللقاء في الساعات المقبلة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي.

 

وتشير هذه المصادر إلى أن كل المؤشّرات، ومن خلال المتابعين والمواكبين لهذه المسألة، يؤكدون أن لا حكومة جديدة في ما تبقى من العهد الحالي، فالجميع بدأ يتحضّر ويستعد للإنتخابات الرئاسية، وقد ظهر ذلك من خلال مواقف عربية ودولية عبر بعض المؤتمرات والمناسبات التي حصلت في الأيام القليلة الماضية، ما يؤشّر إلى أن الإنتخابات الرئاسية هي العنوان الأبرز على الساحة الداخلية.

 

وفي هذا السياق، تبرز مخاوف ديبلوماسية، كما تقول المصادر نفسها، من حصول فراغ رئاسي إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، على خلفية “الكِباش” الإقليمي، وربطاً أيضاً بجولة الرئيس الأميركي جو بايدن الشرق أوسطية، إلى الزيارة المتوقّعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المنطقة، ما يعني أن ذلك سيكون له تداعياته على الداخل اللبناني. وتسأل المصادر نفسها، لا سيما مع اقتراب الإستحقاق الإنتخابي الرئاسي، هل أطلقت الدول المعنية بالملف اللبناني قطار الإنتخابات الرئاسية؟ وهل دخل البلد في مرحلة طرح الأسماء وحرق آخرين؟ فذلك ما سيبرز ويتبلور في ضوء ترقّب ما بعد زيارة بايدن، وما ستؤدي إليه زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران، أي أن هذه الاستحقاقات لها أهميتها وتردّداتها على الساحة المحلية على أبواب الإنتخابات الرئاسية، وفي ضوء الأزمات المتفاقمة في البلد، وفي طليعة ذلك القضايا الصحية والمعيشية، والتي لها صلة بمسار الوضع بشكل عام من خلال متابعة ومراقبة داخلية وعربية ودولية لكل ما يحدث، وفي ضوء ذلك، قد تنقشع صورته ليبنى على الشيء مقتضاه، أكان على مستوى الإنتخابات الرئاسية وسواها من ملفات أخرى تعتبر ذات أهمية جراء تمادي الصعوبات الإقتصادية والمالية.

 

وحيال هذه الأجواء، من الحراك الديبلوماسي الحاصل في المنطقة، وصولاً إلى عودة السجالات والإنقسامات على الساحة الداخلية، تبقى كل الإحتمالات واردة، على اعتبار أن الأسابيع المقبلة تعتبر مفصلية بامتياز، إن على صعيد الإستحقاق الإنتخابي الرئاسي وكل ما يحيط به من الداخل إلى الخارج، والأمر عينه يتمثّل بالشأنين الإقتصادي والمالي، حيث ثمة معلومات عن إعادة تحريك الشارع، الأمر الذي قد يتبيّن لاحقاً بفعل اللقاءات والإتصالات التنسيقية التي يقوم بها النواب “التغييريون” وقوى أخرى، ما يعني أننا أمام مرحلة مصيرية ودقيقة، حيث يجري التداول في أكثر من سيناريو ومخرج من قبل الدول المعنية بالشأن الداخلي، وتحديداً حول الإستحقاق الرئاسي المقبل.