Site icon IMLebanon

لودريان يجتمع برؤساء الكتل كلّ على حدة… وبعدها يتصرّف!

 

باريس بعد جلسة الأربعاء جمّدت ديناميّتها: المطلوب رئيس مقبول مسيحياً ولا «فيتو» من حزب الله عليه… وهذا ما تبلّغته من السعوديّة!

فيما تترقب الساحة اللبنانية ما قد يحمله معه المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان، الذي يصل مساء الثلاثاء الى بيروت مزوّدا بما سمعه من وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، التي التقته بعيد اجتماع الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي في باريس، يستعد الفرقاء ولاسيما رؤساء الكتل للاجتماع بـ لودريان، رافعين كل وجهة نظره بعد جلسة الرابع عشر من حزيران الشهيرة، التي خرجت بأرقام كانت تترقبها باريس لتبني على الشيء مقتضاه، مسجلة 51 صوتا لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، مقابل 59 صوتا لمرشح المعارضة ومعها «التيار الوطني الحر» و«اللقاء الديموقراطي» وغالبية نواب «التغيير».

 

وبانتظار يوم الاربعاء موعد بدء اجتماعات لودريان، كشفت مصادر خاصة لـ «الديار» بان دعوات وجهت لرؤساء الكتل الاساسية للقاء بها في قصر الصنوبر، موزعة بين الاربعاء والخميس، على ان يجتمع ايضا قبل مغادرته بيروت ببعض النواب «المستقلين» و«التغييريين» يوم الجمعة.

 

مصدر متابع للملف الرئاسي اللبناني، ومطلع على جو اللقاء الفرنسي – السعودي كشف بان لودريان لا يحمل معه مبادرة محددة، انما هو آت ليسمع من النواب آرائهم في ما خص الاستحقاق الرئاسي، لاسيما بعدما أظهرت جلسة يوم الاربعاء بان أي طرف لا يمكنه فرض مرشحه على الطرف الآخر، كما انه سيشجع على الحوار بين الجميع. علما ان بعض المطلعين يكشفون بان لودريان سيلتقي كل رئيس كتلة على حدة، لكن في حال لمس حاجة للقاء الجميع على طاولة واحدة فقد يفعلها، الا ان هذا الموضوع لا يزال قيد الدرس ومستبعد على تحد تعبير المطلعين.

 

ويشير المصدر الى ان لودريان سيكون مستمعا اكثر منه مبادراً، وهو سيلتقي كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي كما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، على ان يعقد بعدها اجتماعاته المقررة مع رؤساء الكتل والنواب «التغييريين» او «المستقلين». وعلم هنا ان رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل حدد له يوم الخميس موعدا للقاء لودريان، كما رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وكذلك «الكتائب» ورئيس «اللقاء الديموقراطي».

 

كما افادت المعلومات بان لودريان سيستمع ايضا لحزب الله، وتحديدا لرئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد ومعه الحاج عمار الموسوي، بعدما حدد لهما موعدا الخميس في قصر الصنوبر.

 

وفيما جزمت اوساط متابعة للحراك الفرنسي بان هناك تكتما شديدا حيال مضمون لقاء ماكرون – بن سلمان في باريس، كشفت المعلومات بان اية معلومة او اي جديد لم يصل الى «الثنائي الشيعي» بعد حول مضمون اللقاء. وفي هذا الاطار، اشار مصدر في «الثنائي» لـ «الديار» الى ان لا جديد فرنسيا تبلغوه، وهم يترقبون ما قد يحمله لودريان، مرجحا ان تكون الزيارة استطلاعية استكشافية.

 

الا ان اوساطا بارزة مطلعة على الجو الفرنسي، لفتت الى أن باريس، وعلى عكس ما يظن البعض، لم تتخل عن مباردتها الداعمة لوصول فرنجية الى بعبدا، لكنها في الوقت نفسه ايقنت بعدما افرزته نتائج جلسة الاربعاء، بان فرنجية امام تحدي تأمين الـ 65 صوتا كما الدعم المسيحي المطلوب. وتقول الاوساط: ان باريس لم تتخل عن فرنجية لكنها في الوقت نفسها ليست متمسكة به حتى النهاية، دون نقاش بوجوب تأمينه الغالبية البرلمانية، وتضيف: ترشيح ازعور وجلسة الاربعاء جمّدت نوعا ما الحماسة او الدينامية الفرنسية تجاه فرنجية.

 

وكشفت الاوساط ان باريس مقتنعة بان اي رئيس مقبل، عليه أن يحظى بالدعم المسيحي المطلوب، لكن عليه ايضا الا يُقابل بـ «فيتو» من حزب الله الذي تعتبره فرنسا طرفا اساسيا في المكونات اللبنانية.

 

اما على الخط السعودي، فالقليل مما رشح من اجتماع ماكرون – بن سلمان يفيد، بحسب المعلومات بان الطرف السعودي ابلغ الجانب الفرنسي بانه لن يتدخل بالملف اللبناني مع رسالة مفادها: «الملف عندكن تصرفوا وبعدها نرى». كما جدد الطرف السعودي على مسمع الفرنسي التأكيد بالا «فيتو» من قبل المملكة على اي طرف.

 

وفي هذا السياق، اشارت الاوساط الى ان اللقاء السعودي – الباريسي تطرق الى موضوع لبنان بشكل سريع ومختصر، من دون الخوض بأسماء رئاسية محددة، وكان اتفاق على استكمال العمل ومواكبة الجهود التي تبذل، والتي على اللبنانيين اولا ان يبذلوها للخروج من الفراغ الرئاسي سريعا، وهذا ما تضمنه بيان الاليزيه بعد اللقاء، والذي اقتصر على جملة واحدة خصصت لملف الاستحقاق الرئاسي.

 

وبانتظار السبت يوم مغادرة لودريان الاراضي اللبنانية عائدا الى باريس، عاد التداول باسم قائد الجيش جوزاف عون الى واجهة البحث الخارجي، لاسيما القطري الذي كان ولا يزال متحمسا لوصول العماد عون الى بعبدا. فهل يرسو الخيار في نهاية المطاف على مرشح ثالث هو جوزاف عون؟ او ان باريس ستلعب آخر اوراقها الرئاسية دعما لوصول سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة، طالما ان حزب الله لن يتخلى عن هذا الترشيح؟ يجيب مصدر بارز «بكير بعد، وهناك اسمان لا ثالث لهما تدور حولهما كرسي بعبدا: اما فرنجية واما جوزاف عون»!