«حزب الله» ليس مؤيّداً للترسيم البرّي في الوقت الراهن
في حين تتجه الأنظار إلى اجتماع «الخماسية» المقرر، اليوم، في العاصمة القطرية الدوحة، بعدما غادر سفراء دولها المعتمدين في بيروت، للمشاركة في الاجتماع، فإن لبنان ينتظر عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الأسبوع المقبل، لاستكمال وساطته لحل المأزق الرئاسي المتعثر. وإن كانت العين لا زالت مصوّبة نحو الجنوب، في ظل استمرار إسرائيل بتحرشاتها ضد الأهالي خارج نطاق الخط الأزرق، في وقت أعلنت الأمم المتحدة عبر «يونيفيل»، أن «الوضع حسّاس للغاية»، داعية «الجميع على وقف أي عمل قد يؤدي إلى تصعيد من أي نوع».
وأكدت مصادر متابعة لـ«اللواء»، أن جبهة الجنوب ستبقى تحت السيطرة، لأن إسرائيل تدرك تماماً أنه لا يمكنها المغامرة بشنّ عدوان على لبنان، باعتبار أنها ستواجه بردّ لا تتوقعه. وهو ما يجعل الأمور سائرة نحو التهدئة، وإن استمرت أجواء التوتر، ولكن المضبوط، بانتظار ما ستحمله المرحلة المقبلة من تطورات تتصل بعملية ترسيم للحدود البرية، بعد الترسيم البحري.
ورغم أن «حزب الله» لا يبدو مؤيداً لخطوة الترسيم البري حالياً، فقد علم أن الإدارة الأميركية أبلغت لبنان وإسرائيل استعداداها للقيام بدور وساطة للمساعدة في ترسيم الحدود البرية، على أن يبحث المبعوث أموس هوكشتاين، إذا ما قرر زيارة لبنان، في تفاصيل هذا الملف. وقد علم أن واشنطن طلبت من الجانبين اللبناني والإسرائيلي تجنّب أي تصعيد على الحدود، من أجل تهيئة المناخات لنجاح مفاوضات الترسيم البري.
وعبّرت مصادر سياسية، كما أبلغت «اللواء»، عن ارتياحها لمضمون ما تسرّب عن لقاء الموفد الفرنسي لودريان مع المستشار في مجلس الوزراء السعودي نزار العلولا، بخصوص الملف اللبناني، مشيرة إلى تطابق وجهتي النظر السعودية والفرنسية، بضرورة أن يحسم اللبنانيون أمرهم، لناحية استعجال انتخاب رئيس وسطي، على مسافة واحدة من الجميع، وقادر على إصلاح علاقات لبنان العربية والدولية. وكشفت المصادر، أن لودريان سيحمل معه عند عودته إلى بيروت، تصوّراً أوّلياً للمخرج الذي يمكن اعتماده، لتجاوز المأزق الرئاسي الذي لا يظهر أن هناك إمكانية لإيجاد حل له، إذا بقيت المعارضة والموالاة، مصرّتين على مرشحيهما، جهاد أزعور وسليمان فرنجية، في وقت أكد حزب «الكتائب» رفضه، وصول رئيس يفرضه حزب الله على اللبنانيين وان لبنان يحتاج في الظروف التي يمرُّ فيها الى رئيس يحمل مهمّة واضحة لإخراجه من الوضع الحالي ويكون متحرراً من أي شروط قد تقيّده في تنفيذ مهمته».
وكشفت المعلومات، أن السفير القطري الذي يستعد لمغادرة لبنان، لانتهاء مهامه الدبلوماسية، أبلغ النائب سامي الجميّل سعي بلاده مع المملكة العربية السعودية واللجنة الخماسية، من أجل حل المأزق الرئاسي، شرط أن يترافق ذلك، مع حصول توافق لبناني لتجاوز العقبات، وتعبيد الطريق أمام تسريع موعد الانتخابات الرئاسية التي أصبحت أكثر من ضرورية، بالنظر إلى مخاطر الشغور الذي يهدّد بانهيار ما تبقّى من مؤسسات.
وتؤكد مصادر المعارضة أن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي دعا إلى عدم إضاعة الوقت والذهاب الى حوار جديد، والحوارات السابقة كانت «كذب»، بأنه «يعبّر بوضوح عن مواقف القوى المعارضة التي ليست واثقة من كل كلمة للفريق الآخر بشأن الحوار»، سائلة، «لماذا يخرج «حزب الله» وحلفاؤه من دورة الاقتراع الثانية في جلسات الانتخاب؟». وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على أن هذا الفريق لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية، إلا إذا كان سليمان فرنجية، وهذا أمر لا يمكن القبول به مطلقاً. وتضيف، «وبالتالي فإننا أمام المعادلة التي تحدث عنها رئيس «القوات، وهي، إما الموافقة على فرنجية أو استمرار التعطيل الرئاسي».