Site icon IMLebanon

المعارضة انتقلت الى المقايضة: الحوار مُقابل جلسات انتخاب مفتوحة؟ 

 

 

على وقع الحركة الإقليمية، وتطورها على محور العلاقات السعودية – الايرانية، من التبادل الديبلوماسي الى الملف اليمني، في مقابل الاوضاع المثيرة للريبة على الجبهة الاوكرانية، وارتباطا بالنزاع الروسي-الاطلسي، وصولا الى افريقيا وانقلاب النيجر ، في ظل توازنات جديدة على ارض القارة السمراء، تعيش الساحة الداخلية عكس الزمن، حيث تتزاحم الاسئلة بين المقرات، من السراي الحكومي الى اليرزة، مرورا بساحة النجمة وما حولها، وفي مقدمتها حدود نجاح جهود الموفد الفرنسي في انهاء الشغور في بعبدا.

 

فالتشنج السياسي ما زال المتحكم الاول بالمواقف، حيث الجمود القاتل في بلد يرزح تحت ضغط أزماته السياسية والإقتصادية والمالية، انعكس ازمة على صعيد الحراك الفرنسي، الذي لا يزال نظريا قائما، اما عمليا فمصير المبادرة التي يتولاها جان إيف لودريان باتت رهينة الغموض، والعثرات الكثيرة التي تعترض دربها، وتجعل منها غير جدية، في انتظار زيارته المرتقبة مبدئيا الشهر المقبل إلى لبنان ، في حال نجحت الاتصالات في احداث خرق على جبهة المعارضة.

 

وقت تملؤه اربع ملفات امنية مفتوحة على المعالجات، “داعشي” حي السلم الذي اخذ سره بانتحاره، شاحنة الكحالة واستدعاءات التحقيق، “جريمة” عين ابل التي فجرت جبهة “معراب” – “الداخلية”، ملف عين الحلوة و”قتال الاخوة”، في موازاة حركة داخلية سياسية في الكواليس استجدت خلال الساعات الماضية، تؤشر بوضوح الى دخول عوامل جديدة اقليمية- دولية قد تساهم في بلورة انتخاب رئيس خلال الاسابيع القليلة المقبلة، اذا سارت الامور وفقا للمرسوم،على ما تشير اوساط متابعة.

 

وبحسب الاوساط فان خطوط الاتصال قد فتحت بين الداخل والخارج، على خطين:

 

– الاول: جولة اتصالات بدأها لودريان مع ممثلي اللقاء الخماسي الدولي – الاقليمي في شأن لبنان، بانتظار ما سيصله من إجابات رؤساء الكتل النيابية ردا على رسالته، رغم الاجواء الملبدة والقاتمة المحيطة بالمشهد، طالما أنه لم تخرج الى العلن مواقف مؤكدة من الافرقاء السياسيين تكون مغايرة تماما لمواقفهم المعروفة منذ جلسة الانتخاب الاخيرة في الرابع عشر من حزيران الماضي.

 

– ثانيا: الاتصالات الثنائية والنقاشات المحلية أبرزها الحوار بين التيار الوطني الحر وحزب الله، القوات اللبنانية وتيار المردة، ميرنا الشالوحي وبعض المعارضة، رغم ملاحظة غسل كل من معراب والبياضة لامكانية اللقاء بين “سيديّها” و”بيك زغرتا”.

 

ثالثا: التواصل بين الفريق الفرنسي في الايليزيه والمعارضة، املا في هدم الهوة القائمة مع باريس قبل موعد قدوم لودريان، والا فان زيارته ستكون في مهب الريح، وسينتهي معها دوره .

 

وفي هذا الاطار، تكشف الاوساط ان ثمة اجواء بدأت تميل داخل المعارضة الى السير بمقايضة مع الفرنسيين، طالما ان جو الخماسي الباريسي ما زال غير واضح المعالم حتى اللحظة، يقوم على القبول بمبدأ “طاولة العمل” التي طرحها لودريان، توازيا مع دعوات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية، لا يبدو ابو مصطفى بعيدا عن اجوائها، وبذلك تكون المعارضة قد حشرت محور الممانعة من جهة، ولم تقف في وجه القرار الدولي من جهة ثانية.

 

وتابعت الاوساط انه بالنسبة للمعارضة، على لودريان في حال قرر ان يسجل نجاحا قبل تركه الملف اللبناني ان يبدل من استراتيجيته، خصوصا ان اللقاء الخماسي حدد مواصفات الرئيس وملامح الحكم القادم، وهو سقف لا يمكن النزول عنه او المساومة عليه، مشيرة الى ان لا مشكلة في تراجع تكتي وشكلي للمعارضة مقابل تحقيق تقدم استراتيجي.