IMLebanon

رئيس للجمهوريّة وفقاً للآليّة الفاتيكانيّة؟ 

 

 

وفيما انقسمت الآراء حول الزيارة بين حدين: الاول يصنفها وداعية، على اعتبار ان الدور الفرنسي في لبنان بات من الماضي منذ ما بعد انفجار المرفأ في آب 2020،اما الثاني فيعتبر انها باتت في مرحلة متقدمة اكثر، بعدما البست عباءة خماسية باريس، التي ستعقد اجتماعا جديدا لها يوم الثلاثاء في نيويورك، على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، انطلق الموفد الفرنسي في جولاته المكوكية اللبنانية.

 

في النتائج الاولية التي رشحت حتى الساعة وفقا للمعلومات المتداولة، يمكن القول ان المعادلة الحاكمة باتت تقوم على التعادل السلبي بين الطرفين، ما يعني بالنسبة للكثيرين كسر للجمود القاتل، دون ان تحسم في نفس الوقت مسألة الحوار حول اسم المرشح العتيد، مع افتراض خروج “سليمان بيك” وجهاد ازعور من السباق، لان هكذا حوار يخالف في نظر بعض الخارج والداخل بيان الدول الخمس والدستور اللبناني، ليصبح الوضع لا حوار موسعا في الافق، وكل الدعوات اليه مجرد تقطيع وقت، وبالتالي لا جلسات انتخابية، وعليه فان فترة ولاية الشغور في بعبدا لا زالت طويلة.

 

مصادر سياسية متابعة اشارت الى ان كل ما حكي عن ايحاءات او تلميحات تتعلق باسماء مرشحين خلال لقاءات لودريان هي مجافية للحقيقة، اذ ان الموفد الفرنسي عرض وناقش طرحه وتصوره الذي يحمله، وخلاصة ما تم التوصل اليه وبلورته كحل للازمة الرئاسية والحلول الممكنة، معتبرة ان المطلوب اليوم الاتفاق على البرنامج، بعدما تبين ان ثمة هوة واسعة على هذا الصعيد بين مختلف الاطراف، وبعدما تبين ان بعض الحوارات الثنائية جاءت لتعقد المشهد.

 

وتكشف المصادر ان الموفد الفرنسي ينطلق في مقاربته الجديدة من نقطتين اساسييتين:

 

– تقاطع مبادرته مع ما اعلنه رئيس مجلس النواب من مخرج للحل، حيث يبذل محاولة لاقناع اطراف المعارضة، بدأها بلقائه نواب من المعارضة في باريس عشية وصوله الى بيروت، تقضي بتخطي المسألة الشكلية لجلسات السبعة ايام، باعتبار انها البوابة الالزامية للذهاب الى جلسات الانتخاب المفتوحة ايا كانت نتيجة طاولة الحوار، على اعتبار ان مبادرة “ابو مصطفى” فرصة لا يمكن تضييعها، بعدما حصلت باريس على تعهد واضح بعدم تطيير نصاب جلسات الانتخاب بعد اليوم.

 

– اعتماد مبدأ الانتخابات البابوية المعتمد في الفاتيكان، لجهة عدم خروج الكرادلة من المجمع الانتخابي قبل تصاعد الدخان الابيض، وقد وضعت الخطوط العريضة لآلية تنظيمية لهذه العملية، وفي ذلك رد على التساؤلات حول طرح بري المبهم عن الجلسات المفتوحة.

 

وتتابع المصادر ان اللقاء الذي رعاه السفير السعودي بين النواب السنّة ولودريان، جاء في الشكل ليؤكد على ان المواقف متطابقة بين الرياض وباريس، وكل ما بني على خلفية الغاء اللقاء بين الرئيس ماكرون والامير بن سلمان، جاء مخالفا ومجافيا للواقع، خصوصا ان الخطوة جاءت بالتنسيق مع الوزير العلولا خلال محادثات العاصمة الفرنسية، اما في المضمون فعلى نجاح جهود توحيد الكتلة السنية التي باتت وازنة في العملية الانتخابية، والتي هي ترجمة عملية لاستمرار المبادرة الفرنسية في شكل او آخر، فباريس مستمرة بلعب دور الوسيط، ولو انها لا تملك مفاتيح الربط والحل لاي خطة او آلية عمل، بينما كل ما تدركه انها لا تريد خسارة ورقة لبنان الشرق الاوسطية، بعدما خسرت معظم اوراقها الديبلوماسية من حول العالم.