IMLebanon

المعارضة ليست متفائلة : لن يقود الحراك الخارجي إلى نتيجة إذا لم يغير “الثنائي” موقفه

 

 

أعطى اللقاء الذي عقد بالرياض بين وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان والمبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص جان إيف لودريان، والذي حضره المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار العلولا وسفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد بخاري، حيزاً واسعاً وفق المعلومات المتوافرة للملف الرئاسي العالق، حيث كان بحث في ما آلت إليه المبادرة الفرنسية، توازياً مع الجهود التي تقوم بها المبادرة القطرية، المنبثقة من مساعي المجموعة الخماسية التي تريد التوصل إلى تصور مشترك يفضي إلى إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان .

 

وإذ علم أن المجتمعين تطرقوا إلى تفاصيل الملف اللبناني، والمستجدات على الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها، فإنه واستناداً إلى ما رشح من أجواء اللقاء، فإن المبعوث الفرنسي كان حازماً في التأكيد للمسؤلين السعوديين أن الخيار الثالث، أي التوجه نحو انتخاب رئيس وسطي، هو المطلوب لإخراج لبنان من هذا المأزق، في ظل استحالة أن يتمكن أي طرف من فرض شروطه، باعتبار أن أياً منهما لا يملك الغالبية المطلوبة لانتخاب الرئيس. وكشفت المعلومات كذلك، أن المبعوث الفرنسي أبدى دعم بلاده للمبادرة القطرية، في إطار جهود “الخماسية”، توازياً مع حرص إدارته على توفير الدعم والإسناد للجهود العربية الرامية لتقريب موعد الانتخابات الرئاسية في هذا البلد .

 

وفي حين أشارت المعلومات إلى أن لودريان وخلال زيارته المرتقبة إلى بيروت، مطلع الشهر المقبل، سيؤكد للمسؤولين اللبنانيين الذي سيجتمع بهم في قصر الصنوبر، أن مفتاح الحل الوحيد للأزمة الرئاسية، يتمثل بالإسراع في التوافق على دعم الخيار الثالث، من أجل إنجاز الانتخابات الرئاسية، إلا أن قوى المعارضة ليست متفائلة بما يجري من حراك عربي ودولي، لإنجاز الحل في لبنان، طالما أن موقف فريق الموالاة، وتحديداً “حزب الله” لم يتغير . فاستمرار الإصرار على سليمان فرنجية، يعني أن الشغور سيبقى، باعتبار أن هذا الفريق يقول للآخرين، إما فرنجية أولا رئيس، في حين أن المعارضة لا يمكن أن تقبل أي طرح من هذا القبيل . ما سيبقي الوضع على ما هو عليه، إلا إذا اقتنع الحزب بضرورة التغيير في خياراته .

 

ورغم الاهتمام السعودي والخليجي على إحداث خرق في جدار الأزمة الرئاسية في لبنان، وما تبذله الدبلوماسية الفرنسية من جهود تصب في هذا الإطار، إلا أن المؤشرات برأي المعارضين، لا تحمل على التفاؤل، طالما أن “الثنائي الشيعي” لا يترك مناسبة، إلا ويجدد الرهان على دعم حليفه فرنجية للرئاسة الأولى، دون أن يبدي استعداداً حتى للبحث في خيارات أخرى . وهذا أمر يعقد مهمة الموفدين والوسطاء، ولا يرفع من أسهم نجاح الجهود التي يقومون بها، في وقت يتابع الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني، مشاوراته مع الفرقاء اللبنانيين، تحضيراً لزيارة وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد الخليفي في النصف الأول من تشرين الأول. وعلم أن الموفد القطري طرح بالفعل لائحة رئاسية ثلاثية تحت عنوان جس نبض المسؤولين والاستماع الى رأيهم فيها. وتضم اللائحة، كما بات معروفاً، النائب نعمت افرام وقائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري. وثمة من يضيف اسماً رابعاً، وهو الوزير السابق زياد بارود، في حين كان الملف الرئاسي محور اللقاء الذي جمع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، مع سفير  قطر لدى لبنان الشيخ مسعود بن عبد الرحمن آل ثاني .

 

وفي حال بقيت الأمور على حالها، ولم يحصل تقدم، فإن المراقبين لا يستبعدون إمكانية الذهاب إلى مؤتمر “دوحة 2″، على غرار”دوحة 1” الذي أفضى إلى انتخاب الرئيس ميشال سليمان رئيساً للجمهورية في العام 2008، وإن أكدت مصادر لبنانية معارضة، أن الموقف الفرنسي المستجد، قد يعزز دور الوساطة القطرية التي انطلقت من الأساس، نحو الخيار الثالث الذي من شأنه الحصول على دعم من جانب المكونات السياسية، إذا حصل تبدل في موقف “الثنائي” مشددة على أن ” المطلوب من الفريق الآخر أن يستجيب للتطور الجديد في المقاربة الفرنسية للملف الرئاسي، ويعمل على طي صفحة مرشحه فرنجية، وإلا فإن الدول العربية والاجنبية ستشهر سيف العقوبات على المعطلين، وعندها لن ينفع الندم .